فهرس الكتاب
الصفحة 1430 من 2064

بأسرها منكشفة عليه لأجل ذاته تعالى

فذاته بهذا الاعتبار حقيقة العلم وكذا الحال في القدرة

فإن ذاته تعالى مؤثرة بذاتها لا بصفة زائدة عليها كما في ذواتنا فهي بهذا الاعتبار حقيقة القدرة وعلى هذا تكون الذات والصفات متحدة في الحقيقة متغايرة بالاعتبار والمفهوم ومرجعه إذا حقق إلى نفي الصفات مع حصول نتائجها وثمراتها من الذات وحدها

احتج الحكماء بأنه لو كان له صفة زائدة على ذاته لكان هو فاعلا لتلك الصفة لاستناد جميع الممكنات إليه وقابلا لها أيضا لقيامها بذاته وقد تقدم بطلانه

والجواب لا نسلم بطلانه

وقد تقدم الكلام عليه واحتجت المعتزلة والشيعة بوجوه ثلاثة

الأول ما مر من أن إثبات القدماء كفروا به كفرت النصارى

والجواب ما مر أيضا من أن الكفر إثبات ذوات قديمة لا إثبات ذات واحدة وصفات قدماء

الثاني عالميته وقادريته واجبة فلا تحتاج إلى الغير

والجواب أن العالمية عندنا يعني نفاة الأحوال ليست أمرا وراء قيام العلم به فيحكم بالنصب على جواب النفي عليها بأنها واجبة والحاصل أن العلم صفة قائمة بذاته تعالى وليس هناك صفة أخرى تسمى عالمية حتى يصح الحكم عليها بأنها واجبة فلا تكون محتاجة معللة بالعلم

وإن سلم ثبوت العالمية فالمراد بوجوبها إن كان امتناع خلو الذات عنها فلذلك لا يمنع استنادها إلى صفة أخرى واجبة أيضا بهذا المعنى أعني صفة العلم

فإنه نفس المتنازع فيه بيننا إذ نحن نجوزه

وأنتم لا تجوزونه

وإن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام