فهرس الكتاب
الصفحة 1428 من 2064

الأول ما اعتمد عليه القدماء من الأشاعرة وهو قياس الغائب على الشاهد فإن العلة واحدة والشرط لا يختلف غائبا وشاهدا

ولا شك أن علة كون الشيء عالما في الشاهد هو العلم فكذا في الغائب

وحد العالم ههنا من قام به العلم

فكذا حده هناك وشرط صدق المشتق على واحد منا ثبوت أصله له

فكذا شرطه فيمن غاب عنا وقس على ذلك سائر الصفات

وقد عرفت ضعفه في المرصد الأخير من الموقف الأول

كيف والخصم أي القائس كما وقع في كلام الآمدي قائل ومعترف باختلاف مقتضى الصفات شاهدا وغائبا فإن القدرة في الشاهد لا يتصور فيها الإيجاد بخلافها في الغائب

والإرادة فيه لا تخصص بخلاف إرادة الغائب

وكذا الحال في باقي الصفات

فإذا وجد في أحدهما لم يوجد في الآخر فلا يصح القياس أصلا

كيف وقد يمنع ثبوتها أي ثبوت العلم والقدرة والإرادة ونظائرها في الشاهد بل الثابت فيه بيقين هو العالمية والقادرية والمريدية لا ما هي مشتقة منها فيضمحل القياس بالكلية

الوجه الثاني لو كان مفهوم كونه عالما حيا قادرا نفس ذاته لم يفد حملها على ذاته وكان قولنا على طريقة الإخبار الله الواجب أو العالم أو القادر أو الحي إلى سائر الصفات بمثابة حمل الشيء على نفسه

واللازم باطل لأن حمل هذه الصفات يفيد فائدة صحيحة بخلاف قولنا ذاته ذاته

وإذا بطل كونها نفسه

ولا مجال للجزئية قطعا تعينت الزيادة على الذات

وفيه نظر

فإنه لا يفيد إلا زيادة هذا المفهوم أعني مفهوم العالم والقادر ونظائرهما على مفهوم الذات ولا نزاع في ذلك

وأما زيادة ما صدق عليه هذا المفهوم على حقيقة الذات فلا يفيده هذا الدليل

نعم

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام