فهرس الكتاب
الصفحة 1394 من 2064

العوارض لا يستلزم التركيب

احتج الخصم على إثبات الجهة والمكان بوجوه خمسة

الأول ضرورة العقل أي بديهته تجزم بأن كل موجود فهو متحيز أو حال فيه ليكون مختصا بجهة ومكان إما أصالة أو تبعا

والجواب منع الضرورة العقلية

وإنما ذلك حكم الوهم بضرورته وأنه غير مقبول فيما ليس بمحسوس وربما يستعان في تصوره أي تصور موجود لا حيز له أصلا بالإنسان الكلي المشترك بين أفراده وعلمنا به فإنهما موجودان وليسا متحيزين قطعا

أما الأول فلأنه لو كان متحيزا أو حالا فيه لاختص بمقدار معين ووضع مخصوص

فلا يطابق أفرادا متباينة المقادير والأوضاع

فلا يكون مشتركا بينها

وأما الثاني فلأن العلم بالماهية الكلية لا يختص بمقدار ووضع مخصوصين

وإلا لم يكن علما بتلك الماهية

فإن قلت الإنسان المشترك لا بد أن يكون له أعضاء مخصوصة من عين ويد وظهر وبطن وغيرها على أوضاع مختلفة ومقادير متناسبة وأبعاد متفاوتة

ولا شك في أنه من حيث هو كذلك يكون متحيزا

قلت هذا إنما يلزم إذا لم توجد تلك الأعضاء من حيث أنها كلية مشتركة

ولا شبهة أنها في الإنسان الكلي مأخوذة كذلك

وإنما قال وربما يستعان في تصوره ولم يقل وربما يستدل عليه لأن الاستدلال به موقوف على وجود الكلي الطبيعي ووجود العلم به في الخارج مع أنه مختلف فيه بخلاف الاستعانة المذكورة فإنها تتم مع ذلك الاختلاف الثاني

الثاني كل موجودين فإما أن يتصلا أو ينفصلا فهو أي الواجب

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام