فهرس الكتاب
الصفحة 1393 من 2064

هناك مخصص خارجي

وأما الثاني وهو أن يكون في جميع الأحياز فلأنه يلزم تداخل المتحيزين لأن بعض الأحياز مشغول بالأجسام وأنه أي تداخل المتحيزين مطلقا محال بالضرورة

وأيضا فيلزم على التقدير الثاني مخالطته لقاذورات العالم

تعالى عن ذلك علوا كبيرا

الرابع لو كان متحيزا لكان جوهرا لاستحالة كون الواجب تعالى عرضا

وإذا كان جوهرا فإما أن لا ينقسم أصلا أو ينقسم

وكلاهما باطل

أما الأول فلأنه يكون جزءا لا يتجزأ وهو أحقر الأشياء

تعالى الله عن ذلك

وأما الثاني فلأنه يكون جسما

وكل جسم مركب

وقد مر أنه أي التركيب الخارجي ينافي الوجوب الذاتي

وأيضا فقد بينا أن كل جسم محدث فيلزم حدوث الواجب

وربما يقال في إبطال الثاني لو كان الواجب جسما لقام بكل جزء منه علم وقدرة وحياة مغايرة لما قام بالجزء الآخر ضرورة امتناع قيام العرض الواحد بمحلين فيكون كل واحد من أجزائه مستقلا بكل واحد من صفات الكمال

فيلزم تعدد الآلهة

وهذا المستدل يلتزم أن الإنسان الواحد علماء قادرون أحياء

كيلا ينقض دليله بالإنسان الواحد لجريانه فيه

وهذا الاستدلال ضعيف جدا لجواز قيام الصفة الواحدة بالمجموع من حيث هو مجموع

فلا يلزم ما ذكر من المحذور

وربما يقال في نفي المكان عنه تعالى لو كان متحيزا لكان مساويا لسائر المتحيزات في الماهية فيلزم حينئذ إما قدم الأجسام أو حدوثه لأن المتماثلات تتوافق في الأحكام وهو أي هذا الاستدلال بناء على تماثل الأجسام بل على تماثل المتحيزات بالذات

وربما يقال لو كان متحيزا لساوى الأجسام في التحيز

ولا بد من أن يخالفها بغيره فيلزم التركيب في ذاته

وقد علمت في صدر الكتاب ما فيه وهو أن الاشتراك والتساوي في

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام