فهرس الكتاب
الصفحة 1392 من 2064

الجهات

وعليه اليهود

حتى قالوا العرش يئط من تحته أطيط الرحل الجديد تحت الركب الثقيل وقالوا أنه يفضل على العرش من كل جهة أربعة أصابع

وزاد بعض المشبهة كمضر وكهمس وأحمد الهجيمي أن المخلصين من المؤمنين يعانقونه في الدنيا والآخرة

ومنهم من قال هو محاذ للعرش غير مماس له

فقيل بعده عنه بمسافة متناهية

وقيل بمسافة غير متناهية

ومنهم من قال ليس كونه في الجهة ككون الأجسام في الجهة والمنازعة مع هذا القائل راجعة إلى اللفظ دون المعنى

والإطلاق اللفظي متوقف على ورود الشرع به

لنا في إثبات هذا المطلوب وجوه

الأول لو كان الرب تعالى في مكان أو جهة لزم قدم المكان أو الجهة

وقد برهنا أن لا قديم سوى الله تعالى

وعليه الاتفاق من المتخاصمين

الثاني المتمكن محتاج إلى مكانه بحيث يستحيل وجوده بدونه

والمكان مستغن عن المتمكن لجواز الخلاء فيلزم إمكان الواجب ووجوب المكان وكلاهما باطل

الثالث لو كان في مكان فإما أن يكون في بعض الأحياز أو في جميعها وكلاهما باطل

أما الأول فلتساوي الأحياز في أنفسها لأن المكان عند المتكلمين هو الخلاء المتشابه وتساوي نسبته أي نسبة ذات الواجب إليها وحينئذ فيكون اختصاصه ببعضها دون بعض آخر منها ترجيحا بلا مرجح إن لم يكن هناك مخصص من خارج أو يلزم الاحتياج أي احتياج الواجب في تحيزه الذي لا تنفك ذاته عنه إلى الغير إن كان

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام