فهرس الكتاب
الصفحة 1369 من 2064

يلزم ما ذكرتم إذ قد تكون علة كل جزء جزء علة الكل بحيث يكون الكل علة الكل

المسلك الرابع وهو مما وفقنا لاستخراجه أن الموجودات لو كانت بأسرها ممكنة لاحتاج الكل إلى موجد مستقل يكون ارتفاع الكل مرة

بألا يوجد الكل ولا واحد من أجزائه أصلا

ممتنعا بالنظر إلى وجوده

إذ ما لا يمنع جميع أنحاء العدم لا يكون موجبا للوجود

والذي إذا فرض عدم جميع الأجزاء كان ممتنعا نظرا إلى وجوده يكون خارجا عن المجموع فيكون واجبا

وهو المطلوب

المسلك الخامس وهو قريب مما قبله لو لم يوجد واجب لذاته لم يوجد واجب لغيره

فيلزم ألا يوجد موجود

أما الأول فلأن ارتفاع الجميع مرة لا يكون ممتنعا لا بالذات ولا بالغير

وأما الثاني فلأن ما لم يجب إما بالذات وإما بالغير لا يوجد كما تقدم

وقد ذكر ههنا شبهات كثيرة حاصلها عائد إلى أمر واحد

وهو أن يوجد ههنا وفي كل مسألة تراد مذهبان متقابلان فيردد بينهما ترديدا مانعا من الخلو

ثم يبطل كل واحد منهما بدليل الآخر ليلزم نفي القدر المشترك

وحلها إجمالا هو القدح في دليل الطرف الضعيف من المذهبين أو في دليلهما إن أمكن

إذ قد يكون دليل الطرفين ضعيفا

ولا يلزم من بطلان دليلهما بطلانهما

ولنذكر منها عدة

الأولى لو كان الواجب موجودا لكان وجوده إما نفس ماهيته أو زائدا عليها

والأول باطل

لأن الوجود مشترك كما مر

والماهية غير مشتركة

والثاني باطل

وإلا كان وجوده معلول ماهيته فتتقدم عليه بالوجود

والجواب وجوده نفسه

ونمنع الاشتراك

بل المشترك الوجود بمعنى

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام