فهرس الكتاب
الصفحة 101 من 675

الْبَصِيرُ [الشورى: 11] . وكل ما تخيِّل في الذِّهن أو خطر بالبَال فإنَّ الله تعالى بخلافه [1] .

والضحك من الله - سبحانه وتعالى - دَلِيلٌ على حصول الخير [2] .

-الدليل الخامس: عَنِ امْرَأَةٍ، مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا، أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ، قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، صَاحَتْ أُمُّهُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم: «أَلَا يَرْقَأُ دَمْعُكِ، وَيَذْهَبُ حُزْنُكِ، فَإِنَّ ابْنَكِ أَوَّلُ مَنْ ضَحِكَ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَاهْتَزَّ مِنْهُ الْعَرْشُ» [3] .

وجه الدلالة من الحديث:

دلَّ الحديث على أنَّ الضَّحك صفة لله تعالى، ولو كان المراد به الرَّحمة أو الرِّضا، ما كان يقول النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم: «أوَّل من ضحك الله إليه» [4] .

أدلة المأولين:

-الدليل الأول: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ يَدْخُلاَنِ الجَنَّةَ: يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيُقْتَلُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى القَاتِلِ، فَيُسْتَشْهَدُ [5] .

وجه الدلالة من الآية:

قال ابن عبد البرِّ: وأمَّا قوله: «يَضْحَكُ اللهُ إليه» ؛ أي: يتلقَّاه الله - عز وجل - بالرَّحمة والرضوان والعفو والغفران. ولفظ الضَّحك ها هنا مجازٌ؛ لأنَّ الضحك لا يكون من الله - عز وجل - على ما هو من البشر؛ لأنَّه ليس كمثله شيء ولا تشبهه الأشياء [6] .

(1) لمعة الاعتقاد، الحافظ المقدسي (ص 11 - 12) .

(2) شرح سنن ابن ماجه (ص 16) ، شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري، عبد الله بن محمد الغنيمان (2/ 105) .

(3) المسند (28229) ، وضعفه الألباني في ظلال الجنة (559) وشعيب في المسند. وسيأتي [858] .

(4) نقض الدارمي على المريسي (2/ 797) .

(5) تقدم تخريجه في صفحة (99) .

(6) الاستذكار، لابن عبد البر (5/ 97) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام