اختلف المنتسبون إلى أهل السُّنَّة والجماعة في إثبات صفة الجلوس أو القعود لله - عز وجل - على قولين:
-القول الأول: إثبات صفة القعود لله تعالى.
-القول الثاني: عدم إثبات صفة القعود لله تعالى [2] .
القول الأول: إثبات صفة القعود لله تعالى.
وهو قول أكثر أهل السُّنَّة [3] .
أدلة هذا القول:
-أولاً: القرآن الكريم:
-الدليل الأول: قال تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [سورة الإسراء آية: 79] .
وجه الدلالة من الآية: قال مجاهد: يجلسه معه على العرش [4] .
-ثانياً: السُّنَّة النَّبويَّة:
-الدَّليل الأوَّل: أَتَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتِ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ، فَعَظَّمَ الرَّبَّ - عز وجل - وَقَالَ: «إِنَّ كُرْسِيَّهُ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَإِنَّهُ يَقْعُدُ عَلَيْهِ، فَمَا يَفْضُلُ مِنْهُ قِيدُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ، مَدَّ أَصَابِعَهُ الْأَرْبَعَ، وَإِنَّ لَهُ أَطِيطًا كَأَطِيطِ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ إِذَا رُكِبَ مِنْ ثِقَلِهِ» [5] .
(1) بوب المصنف لصفة القعود، وأخرج أحاديث فيه، انظر الحديث [812] وما بعده.
(2) إثبات الحد لله تعالى، محمود ابن أبي القاسم الدشتي، قسم الدراسة (ص 64، 154، 155) .
(3) مجموع الفتاوى (16/ 435) . وانظر: إثبات الحد لله (ص 150) العرش للذهبي (2/ 156) .
(4) أخرجه الطبري في جامع البيان عن تأويل آي القرآن (15/ 47) . من طريق مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلَهُ. وهذا إسناد مقطوع ضعيف؛ لضعف ليث، قال عنه ابن حجر: صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك. التقريب (5685) . والخبر ضعفه الألباني في ظلال الجنة (695) .
(5) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 650) ، وابن بطة في الإبان الكبرى (7/ 178) . صححه ابن القيم، انظر: تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته، لابن القيم (13/ 13) . وقال الألباني: منكر. الضعيفة (866) .