بين الناس [1] .

شمس الدِّين: وهو لَقَبٌ يدلُّ على رسوخ قدمه في العلم والورع.

ولد يوم الجمعة أول رمضان سنة اثنتي عشرة وسبعمائة [2] .

لقد نشأ ابن المحبِّ في بيئة علميَّة؛ فأبوه الشَّيخ العالم الحافظ القدوة محبُّ الدِّين [3] ، وكان لهذه البيئة العلميَّة عظيم الأثر عليه؛ حيث بادر والده فأجلسه بين يدي العلماء منذ نعومة أظفاره؛ لينهل من علمهم، ويغترف من بحار فوائدهم، ثمَّ سمع الكثير بإفادة والده، ثمَّ قرأ بنفسه، فسمع ما لا يُحَدُّ ولا يُوصَفُ من الكتب والأجزاء، وخرَّج وأفاد وسمع منه الطَّلبة والحفَّاظ [4] .

ويتَّضح من خلال وفيات شيوخه، كعيسى المطعم وغيره، أنَّه بدأ طلب العلم في الخامسة من عمره، وبذلك تكون بداية طلبه للعلم مبكِّرة جدًّا؛ ولعلَّ كَوْنَ والده عالماً هو ما جعله يبادر به في هذه السِّنِّ المبكِّرة لطلب العلم وتحصيله.

كان الإمام ابن المحبِّ الصَّامت حنبليَّ المذهب [5] .

قال أبو عبد الله الوادي: «حنبلي المذهب» [6] .

بعد حياة حافلة بخدمة العلوم الشَّرعيَّة قولاً وعملاً وتعليماً وتأليفاً انتهت حياة الإمام

(1) الرد الوافر (ص 48) ، الدرر الكامنة (5/ 210) ، طبقات الحفاظ، للسيوطي (ص 539) .

(2) غاية النهاية (2/ 175) ، الرد الوافر (ص 48) ، المعجم المختص بالمحدثين، الذهبي (ص 235) .

(3) معجم شيوخ الذهبي (1/ 319) .

(4) غاية النهاية في طبقات القراء، ابن الجزري (2/ 175) .

(5) غاية النهاية في طبقات القراء، ابن الجزري (2/ 175) .

(6) برنامج الوادي آشي (ص 92) .