-الدليل الأول: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «يَنْزِلُ رَبُّنَا - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ [1] .
وجه الدلالة من الحديث:
المراد بالنزول هنا: نزول أمره ورحمته، وليس نزوله سبحانه وتعالى [2] .
قال ابن عبد البر: «وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَبَلِيُّ - وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ الْمُسْلِمِينَ بِالْقَيْرَوَانِ - قَالَ: حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ سَوَادَةَ بِمِصْرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْحَدِيثِ «إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِي اللَّيْلِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا» فَقَالَ مَالِكٌ:"يَتَنَزَّلُ أَمْرُهُ"» [3] .
-مناقشة:
نوقش هذا الدَّليل من أوجه:
الأول: أن هذا النقل لا يصح عن مالك من أي وجه، فَالجَبَلِيُّ: مجهول [4] ، وجامع بن سوادة: ضعفه الدارقطني [5] ، أما حبيب: قال عنه ابن حجر: متروك، كذبه أبو داود وجماعة [6] . وستأتي هذه المسألة بمزيد تفصيل [7] .
الثاني: أنه روي عن مالك رحمه الله إثبات الصفات عموما بلا تأويل، وإثبات صفة النزول.
(1) تقدم تخريجه في صفحة (42) .
(2) التمهيد لابن عبد البر (7/ 143) ، مجموع الفتاوى لابن تيمية (16/ 404) .
(3) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (7/ 143) .
(4) مجموع الفتوى (5/ 401 - 402) مختصر الصواعق المرسلة (ص 475) .
(5) لسان الميزان (2/ 415) .
(6) التقريب (1087) .
(7) انظر [1080] .