يثبت أئمة السلف صفة الساق لله - عز وجل -، هذا هو الأصل المقرر عندهم، غير أنه نُقِلَ عنهم قولان في تفسير الآية: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42] .
-القول الأول: الساق في هذه الآية صفة من صفات الله تعالى، وهو قول أبي سعيد الخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - وطائفة [2] .
-والقول الثاني: المراد بالساق الواردة في الآية: الشِّدَّة. وهو مروي عن ابن عباس - رضي الله عنه - وغيره.
قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42] ، قال جماعة من الصَّحابة والتَّابعين من أهل التَّأويل: يبدو عن أمر شديد [3] .
وهذا الخلاف المروي عنهم ليس في إثبات صفة السَّاق لله - عز وجل -، فإنهم يثبتونها قطعا بأدلةٍ أخرى أيضا، إنما الخلاف محصور في تفسير الآية؛ هل المراد بها الكشف عن الشِّدَّة، أو المراد الكشف عن ساق الله؟ والله أعلم [4] .
فالحاصل: أن الخلاف بينهم في هذه الآية: هل هي من آيات الصفات أم لا؟ مع أن صفة"الساق"ثابتة عندهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وعن أبي سعيد وطائفة أنَّهم عدُّوها في الصِّفات؛ للحديث الَّذي رواه أبو سعيد في «الصحيحين» ، ولا ريب أنَّ ظاهر القرآن يدلُّ على أنَّ هذه من الصِّفات [5] .
وقال أيضاً: والصَّحابة قد تنازعوا في تفسير الآية هل المراد به الكشف عن الشِّدَّة أو المراد
(1) بوَّب المصنِّف لصفة الساق، وأخرج حديثا سيأتي برقم [1016] .
(2) دقائق التفسير الجامع لتفسير ابن تيمية (2/ 482) ، بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، لابن تيمية (5/ 472) ، المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام، لابن تيمية (1/ 71) .
(3) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لابن جرير (23/ 186) .
(4) صفات الله - عز وجل - الواردة في الكتاب والسنة، تأليف: علوي السقَّاف (ص 192) .
(5) دقائق التفسير الجامع لتفسير ابن تيمية (2/ 482) .