إن أهل السُّنَّة والجماعة يثبتون صفة الحُجْزَةِ [2] لله تعالى.
وقال أهل التأويل: بعدم ثبوت صفة الحجزة لله تعالى [3] .
أدلة المثبتين:
-الدليل الأول: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ لَهُ: مَهْ، قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ. قَالَ: أَلاَ تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ. قَالَ: فَذَاكِ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22] [4] .
-الدليل الثاني: عن ابْنِ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ [5] آخِذَةٌ بِحُجْزَةِ الرَّحْمَنِ، يَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا، وَيَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا [6] .
وجه الدلالة من الحديث:
دلَّت هذه الأحاديث على أنَّ الحُجْزَةَ من صفات الله تعالى.
(1) بوب المصنف لصفة الحُجْزَةِ وأخرج حديثا فيه، سيأتي برقم [846] .
(2) الحَقْوُ وَالحُجْزَةُ: مَوْضِعُ عَقْدِ الإِزَارِ وَشَدِّهِ. النهاية في غريب الحديث (1/ 344) مادَّة: حجز. لسان العرب (14/ 189) مادَّة: حقا.
(3) الأسنى في شرح أسماء الله الحسنة، محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي (2/ 82) ، قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر، القنوجي (ص 71) .
(4) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن، باب: {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22] (6/ 134) (4830) .
(5) الشَّجَنُ والشِّجْنةُ والشُّجْنةُ والشَّجْنةُ: الغُصْنُ الْمُشْتَبِكُ، أو عُرُوقُ الشَّجَرِ الْمُشْتَبِكَةُ. لسان العرب (13/ 233) مادَّة: شجن.
(6) أخرجه أحمد في المسند (3001) . صححه شعيب الأرنؤوط في تحقيقه للمسند. وسيأتي [846] .