لا أظنه يقول ذلك , فلماذا عدَّ كلمة الصوفي مدحاً؟!
وإننا إذا تأمّلنا في ترجمة الإمام الذهبي للكثير من أشياخه أو أصحابه أو من يُجِلُّهم , لا نجده يقول عنهم الصوفي!! بل على العكس نجده كثيراً ما يذمّ تراجم المتصوفّة وينكر عليهم بشدّة انحرافاتهم وبدعهم , وهذا كتابه بين أيديكم , وإليكم مثالاً على ذلك: جاء في ترجمة"سعيد بن عبدالعزيز بن مروان"
قال أبو نُعيم الحافظ: (( تخرَّج به جماعة من الأعلام كإبراهيم بن المولد وكان ملازماً للشرع متبعاً له ) ).
قال الذهبي: قلتُ: يعني أنه كان سليماً من تخبيطات الصوفية وبِدَعِهم. (السِّيَر 11/ 455) .
فما رأي الجفري بهذا؟
ومسألة أن يورد الذهبي تراجم الصوفيّة في كتابه لا يمكن جعلها بمنزلة الرضا بعقائد بعضهم الباطلة , لأنّ الإمام الذهبي وغيره يوردون في كتب التراجم أسماء وتراجم للنصارى والمجوس واليهود فهل يعني هذا أنّهم راضون عن عقائدهم؟ ما هذا الفهم العجيب؟ ولكن الذي حمل الجفري على زعمه ذلك , فيما أظن , هو رغبته في تهييج العامّة , على أهل العلم الذين يُنكرون عليه , فلذلك يحتال بكل حيلة , ولو كانت غير معقولة , لأنّه يُخاطب أناساً لا يفقهون دلالة هذه الأمور. وأمّا الإمام ابن الجوزي الذي يتقوّى به الجفري , ويُلَبِّسُ على الناس فيوهمهم أنّ الإمام ابن الجوزي يعظّم الصوفيّة , فأقول له: مادام ابن الجوزي مرضيّاً عندك وأنت تمدحه وتستشهد بكتبه , فأنا أدعو الجميع لقراءة كتاب (تلبيس إبليس) لابن الجوزي الذي يفضح فيه حقيقة ما كانت عليه الصوفيّة ويُبيّن أحوال رجالاتها وتلعّب الشطان بهم.
على سبيل المثال قال ابن الجوزي في كتابه (تلبيس إبليس) ص 447: