فهرس الكتاب
الصفحة 25 من 107

أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [المائدة: 54] .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «ففي قلوب بني آدم محبة لما يتألهونه ويعبدونه، وذلك قوام قلوبهم، وصلاح نفوسهم، كما أن فيهم محبةً لما يطعمونه، وينكحونه، وبذلك تصلح حياتهم، ويدوم شملهم» [1] .

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي: «أصل التوحيد وروحه: إخلاص المحبة لله وحده، وهي أصل التأله، والتعبد، بل هي حقيقة العبادة، ولا يتم التوحيد حتى تكمل محبة العبد لربه، وتسبق جميع المحاب، وتغلبها، ويكون لها الحكم عليها؛ بحيث تكون سائر محاب العبد تبعًا لهذه المحبة التي بها سعادة العبد وفلاحه» [2] .

فليس هو الإله المتسلط، الجبار، المنتقم من خلقه، كما تصوره كتب العهد القديم، أو الأساطير الإغريقية، أو

(1) جامع الرسائل، لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق: محمد رشاد سالم: (2/ 230) .

(2) القول السديد، للشيخ عبد الرحمن السعدي: (110) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام