فهرس الكتاب
الصفحة 26 من 107

هو العاشق لسفك الدماء، بل هو الودود، الرحيم، البر، الكريم جل جلاله.

وتتضح محاسن هذه العقيدة في هذا الجانب، في إيثارها الوسطية والتوازن بين الحب والخوف، فالله تعالى كما يُحب، يُخاف من بطشه، وكما تُرجى رحمته، لا يُؤمن مكره؛ مما يكون دافعًا للمؤمن إلى العمل وعدم اليأس والقنوط وقاطعًا للأماني والغرور.

قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الأنعام: 165] .

هذا وقد رُدت مذاهب كثيرة قامت على تفسير ظاهرة التدين في الجنس البشري، بسبب اعتمادها على الخوف والرهبة من الطبيعة، وما يُرى من تقلباتها؛ لأن الخوف وحده لا يثمر إيمانًا حقيقيًا، بل لا بد معه من رجاء وحب [1] ، وهذا ما قامت عليه عقيدة الإسلام.

(1) انظر: الدين، د. محمد عبد الله دراز: (47) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام