ذلك الإيمان في النفس الإنسانية، ومن ثم لا نعجب حين نرى - مثلًا - الفيلسوف الأمريكي (وليم جيمس) يقول: «إن لإضافة العلم الكامل لله أثرًا في سلوكي؛ لأنها تجعلني أعتقد أنه يمكنه رؤية أفعالي في الظلام!» [1] .
ولعل نظرة في كتب كثير من الديانات حتى الكتابية منها، تتجلى لنا بها محاسن العقيدة الإسلامية في هذا الصدد، حيث نرى مدى التعقيد والغموض الذي يكتنف معنى الوحدانية في تلك الديانات بعد أن حُرفت، كما نجد مدى التعدد الذي وصل إليه الهنود حيال الإله؛ فـ «كل قوة طبيعية تنفعهم أو تضرهم يعدونها إلهًا، ويستنصرون به في الشدائد، كالماء والنار والأنهار والجبال وغيرها» [2] .
ثم ساق المؤلف جملةً من اعتقاداتهم في التوحيد مستخرجًا إياها من كتبهم التي يدعون أنها التوراة التي أنزلها الله على موسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - [3] .
(1) المرجع السابق (ص: 36) .
(2) في التقديم لأناشيد الريح ويدا، محمود علي خان: (77) .
(3) انظر: المرجع السابق نفس الصفحة وما بعدها.