فهرس الكتاب
الصفحة 16 من 107

وقررت العقيدة الإسلامية ربوبية الله تعالى لخلقه، وبينت مظاهره هذه الربوبية، ودعت إلى التفكر في هذه المظاهر، وعليه جاء قوله تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} [يونس: 31] .

وبعد أن أثبتت هذه الآيات الوحدانية والربوبية لله تعالى، دعت إلى إفراده - عز وجل - بالعبادة والتأله؛ ذلك بأنه هو المستحق للطاعة والخضوع والانقياد، وما أرسلت الرسل وأنزلت الكتب إلا لأجل هذا الغرض، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] .

ويقتضي تفرده في الألوهية التامة الكاملة التفرد في جميع صفاته وأسمائه، فكما أنه لا شريك له في ذاته في استحقاقه للألوهية وحده دون شريك، فكذلك لا شريك له في أسمائه وصفاته.

ومما يزيد محاسن اعتقاداتنا في الله وإيماننا بأسمائه وصفاته وضوحًا: أن نعلم مدى التأثير الذي يحدثه مثل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام