فهرس الكتاب
الصفحة 74 من 80

بالعبادة والكفر بالطاغوت". ثم ذكر الدليل: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} ."

فصل

وافترض الله على جميع العباد: الكفر بالطاغوت، والإيمان بالله، قال ابن القيم رحمه الله تعالى:"معنى الطاغوت: ما تجاوز به العبد حده، من معبود، أو متبوع، أو مطاع".

والطواغيت كثيرة، ورؤوسهم، خمسة، إبليس لعنه الله، ومن عبد وهو راض، ومن ادعى شيئاً من علم الغيب، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومن حكم بغير ما أنزل الله؛ والدليل قوله تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) وهذا: معنى لا إلَه إلا ّ الله، وفي الحديث:"رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله"والله أعلم، وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه.

الشَّرح:

ثم بعد ذلك ذكر المصنف مسائل في معنى الطاغوت وحكمه وأنواعه ورؤوسه.

فقال"وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت"وهنا بدأ المصنف بالحكم على الطاغوت قبل تعريفه والمشهور أن التعاريف يُبتدأ بها قبل الحكم على الشيء لكن لا مشاحة في الاصطلاح.

المسألة الأولى: حكم الطاغوت: قال المصنف"افترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت"الكفر به فرض لازم وهو فرض عين على جميع العباد. فالألف واللام للعموم كالإنس والجن أما كيفية الكفر بالطاغوت فتنقسم إلى ثلاثة أقسام:

أ ـ الكفر بجنس الطاغوت بالقلب وهو أن تبغضه بقلبك وتتمنى زواله وتعاديه وتنفر منه هذا بالقلب وحكم هذا القسم فرض لازم لا يسقط بحال من الأحوال، حتى مع الإكراه بل إن الإكراه لا يتصور فيه كما أشار المصنف إلى ذلك في آخر كشف الشبهات.

ب ـ الكفر بجنس الطاغوت باللسان وذلك بالتصريح أن الطاغوت كافر وأنه باطل وأن عابديه كفار قال تعالى {قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون} قل: بلسانك .. {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون} والدليل على أنه يسقط مع العجز عموم قوله الله تعالى {فاتقوا الله ما استطعتم} بشرط أن يكون عجزاً حقيقياً وملجئاً.

الكفر بالطاغوت باليد وهو تحطيمه وإزالته وهذا واجب مع الاستطاعة والدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم حطم الأصنام وأزاله في فتح مكة وأرسل من يزيلها.

المسألة الثانية: تعريف الطاغوت: صيغة مبالغة مشتقة من الطغيان وهي التجاوز والارتفاع والزيادة ومنه طغى الماء أي زاد. اصطلاحا: اختلفت عبارات السلف في تعريف فجاء عن عمر رضي الله عنه أن الطاغوت هو الشيطان رواه ابن أبي حاتم وجاء عن جابر أنه الكاهن، وقال مالك: هو ما عبد من دون الله؛ وجاء عن محمد بن سيرين أن الطاغوت: الساحر، وقيل: مردة أهل الكتاب؛ وذكر ابن الجوزي في زاد المسير في تفسيره آية الكرسي ويلاحظ من هذه التعاريف أنها من باب تفسير الشيء ببعض أفراده

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام