فهرس الكتاب
الصفحة 26 من 80

الشَّرح:

قال المصنف"وبذلك أمر الله جميع الناس"أي مسلمهم وكافرهم ولو عبر بالخلق لكان أحسن حتى يدخل الجن ويدخل الملائكة.

"وخلقهم لها"اللام للتعليل فعلّة الخلق عبادة الله مع الإخلاص ثم ذكر الدليل على ذلك {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} قال ومعنى يعبدون: يوحدون. وهذا مروي عن ابن عباس"وهذا تفسير الشيء ببعض أفراده"وإلاّ فالعبادة أعم وهو الذل والخضوع لله بالتوحيد وبغير التوحيد كالصلاة ونحو ذلك.

قال المصنف"أعظم ما أمر الله به التوحيد فأعظم المأمورات"التوحيد"الألف واللام للعهد الذكرى أي توحيد الألوهية لأنه فسره"بإفراد الله بالعبادة"ثم فسر المصنف توحيد العبادة فقال هو إفراد الله بالعبادة وكلمة إفراد كلمة مهمة وهي تتضمن"إثبات العبادة لله ونفيها عما سواه"ثم ذلك أعظم ما نهي الله عنه يدل على عظم هذا المسألة فلا يجوز جهلها ولا يُعذر أحد بالجهل اذا عمل الشرك المنهي عنه بل يلحقه اسم الشرك ولو كان جاهلا قال ابن تيمية في الفتاوى 20/ 38 اسم المشرك ثبت قبل الرسالة لأنه يشرك بربه ويعدل به) ومن جهل هذه الأمور العظيمة وهو يعيش بين المسلمين فلا تقبل دعوى جهله وإنما هو مشرك كافر خارج عن الملة."

ومن أراد بسط هذه المسألة فليرجع إلى رسالة المتممة لكلام أئمة الدعوة في الجهل في الشرك الأكبر وكتاب الحقائق وباب الخوف من الشرك من كتاب الجمع والتجريد في شرح كتاب التوحيد الجزء الأول والله الميسر.

ثم عرف المصنف الشرك: فاللام والألف ليست للعموم إنما أراد الشرك الأكبر في الألوهية لأنه عرف الشرك الأكبر فخرج به الأصغر، فالشرك الأصغر عظيم، لكن الشرك الأكبر أعظم منه.

قال"هو دعوة غيره معه"دعوة وهذا يشمل دعاء العبادة ودعاء المسألة. وإذا قارنّا بين التعريفين، فقال التوحيد إفراد الله بالعبادة والشرك دعوة غيره معه دلّ أنه يريد بدعوة أي عبادة غيره معه.

أما النصوص في تعريف الشرك في الألوهية فهي: قال تعالى (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً) وقال تعالى (وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله وأحد فإياي فرهبون) وقال تعالى (يعبدونني لا يشركون بي شيئاً) وقال تعالى (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) وقال تعالى (ألم ترى إلي الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلي الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به) وعن عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه مرفوعاً] أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله نداً وهو خلقك [متفق عليه وعن أبي بكر رضى الله عنه] قلنا يا رسول الله وهل الشرك إلا ما عبد من دون الله أو دعي مع الله [رواه أبو يعلى وفيه ضعف وروي البخاري معلقاً وقال ابن عباس] كباسط كفيه مثل المشرك الذي عبد مع الله إلهاً غيره كمثل العطشان الذي ينظر إلى خياله في الماء من بعيد وهو يريد أن يتناوله ولا يقدر اهـ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام