المسألة الأولى: عمومية بعثه الرسول صلى الله علية وسلم وأنه بعث إلى الخلق عامة قال المصنف"بعثه الله للناس كافة"واقتصار المصنف على ذكر الناس هنا لا يدل على خصوصيته بالناس ولذا قال المصنف بعدها"وافترض الله طاعته على جميع الثقلين"مما يدل على أنه بعث إلى الإنس والجن والدليل على أنه مبعوث إلى الخلق عامة قوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وقوله: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً} وقال تعالى {وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن} .
المسألة الثانية: كمال الدين الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، قال المصنف وأكمل الله به الدين والدليل قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} .
المسألة الثالثة: تتعلق بموت الرسول وأنه صلى الله عليه وسلم مات يقيناً {إنك ميت وإنهم ميتون} ومعنى موته ـ صلى الله عليه وسلم ـ كموت بقية الناس ومعنى الموت: مفارقة الروح الجسد أي خروجها في هذه الحياة الدنيا وليس معنى الموت هو فناء الروح فإن الروح لا تفنى، وإنما تنتقل إلى الملأ الأعلى إن كان مؤمناً أو إلى ما شاء الله من العذاب إن كان غير ذلك.
وفي هذا رد على المبتدعة وعباد القبور والذين يستغيثون بالرسول ويقولون إنه لم يمت والرسول صلى الله عليه وسلم في قبره حي ولكن حياة برزخية ولروحه اتصال ببدنه، ولذا جاء في الحديث أن الرسول يرد على من يسلم عليه، وألف البيهقي رسالة في بيان حياة الأنبياء وأنهم أحياء لكن حياة برزخية. وقلنا أن الموت هو مفارقة الروح للبدن فما هو السبب للموت؟ السبب الوحيد للموت هو انتهاء الأجل بما قدر الله. فالمقتول مات لأنه انتهى أجله والمريض مات لأنه انتهى أجله خلافاَ للمعتزلة الذين يقولون أن المقتول مات قبل أجله ولو لم يقتل لاستمر في الحياة.
هل الدعاء بزيادة العمر مشروع؟
كره الإمام أحمد أن يقال للشخص أطال الله عمرك وقال: لا تسأل الله عن شيء فرغ منه، ومثله ما يوجد في نهاية الخطابات"دمتم"فتدعو له بالدوام وهذا يكره. ولكن الظاهر الجواز فقد ثبت في حديث أنس أنه قال (اللهم أطل عمره وأكثر ولده .. ) متفق عليه. فيكون المقصود أطال الله عمرك بطاعته فهي على تقدير محذوف.
هل مفارقة الروح للبدن بالموت مفارقة لا لقاء بعدها؟
الجواب: لا .. بل تلتقي الروح بعد الموت بالبدن. لذلك لو مات الميت وانتقلت روحه فإذا وضع في القبر عادت الروح إذا جاء منكر ونكير للسؤال. ثم بعد ذلك تنتقل الروح إما إلى نعيم أو عذب أو ما شاء الله.
فصل
والناس إذا ماتوا يبعثون، والدليل قوله تعالى: (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) وقوله: (والله أنبتكم من الأرض نباتاً ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً) وبعد البعث محاسبون، ومجزيون بأعمالهم، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، والدليل قوله تعالى: (ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى)