ومن كذب بالبعث كفر، والدليل قوله تعالى: (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنببؤن بما عملتم وذلك على الله يسير)
الشَّرح:
ـ ثم بعد ذلك ذكر المصنف مسائل عامة وهذا هو القسم الأخير من الكتاب ذكر فيه عدة مسائل.
المسألة الأولى: مسألة البعث قال المصنف:"والناس إذا ماتوا يبعثون".
البعث عودة لأرواح إلى الأجساد بعد النفخة الثالثة وهذا تعريف أبي العباس ابن تيميه في الواسطية .. والبعث لغة الإرسال. قول المصنف"والناس يبعثون"لم يقصد التخصيص لأن البعث يشمل الإنس والجن بل حتى الحيوانات لكي يقتص بعضها من بعض قال تعالى: {وإذا الوحوش حشرت} ويكون البعث بعد النفخة الأخيرة. وصح عن أحمد أنه قال (إنه ليعاد للشاة بعضها في بعض) أي الجلحاء والقرناء.
مسألة: اختلف أهل العلم في عدد النفخات .. فمنهم من قال هي نفختان ومنهم من قال هي ثلاث، والذي قال نفختين دمج نفختين في نفخة وهذه النفخات الثلاث هي:
أ ـ نفخة الفزع في الصور .. قال تعالى: {ونفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض} .
ب ـ نفخة الصعق وهلاك كل شيء أراد الله هلاكه قال تعالى: {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا ما شاء الله .... } وهاتان النفختان أحياناً تدمج في نفخة واحدة، لكن هذا التفصيل أكمل.
ج ـ نفخة البعث قال تعالى: {ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون} .
وأول من يبعث من الناس الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد جاء من حديث أبي سعيد رواه أحمد بسند حسن أن الرسول قال:"أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر"
والناس يبعثون من قبورهم، وهذا بالنسبة للمقبورين وإلاّ من حيث كانوا يبعثون. أما مراتب اليوم الآخر فهي كالتالي:
1 -البعث والنشور.
2 -الحشر.
3 -القيام وهو أن يطول قيامهم بعد الحشر فأول قيامهم عراة غير مختونين ثم يكسون فأول ما يكسى إبراهيم ثم النبي ثم يكسى الناس بعدهم ثم تدنوا الشمس فيعرقون على قدر أعمالهم.
4 ـ ثم تقريب النار وجرّها ثم تزلّف الجنة.
5 -الشفاعة الكبرى. سجوده قُدّر في مسند أحمد بجمعة أي (أسبوع) .
6 -مجيء الله لفصل بين الخلق.
7 -العرضتان وهي جدال ومعاريض.
8 -العرض الثالث ومنه الحساب اليسير وهو التقرير وهو خاص بالمؤمنين المرحومين ومنه المؤمن الذي عصى وستره الله ويريد أن يغفر له في الآخرة.