فهرس الكتاب
الصفحة 32 من 80

بعدها ذكر المصنف العبادات ثم ذكر حكم من صرف شيء لغير الله فحكمه مشرك كافر ولا يعذر بالجهل."فمن صرف منها شيء لغير الله فهو مشرك كافر"

"مسألة"حكم من صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله.

"من"شرطية عامة باعتبار المعنى تدل على العموم فهي عامة في الأشخاص فيشمل الرجل والمرأة سواءً كان مسلماً أو كافراً إنسياً أم جنياً، فإنه يكفر.

هل تشمل الصغير والكبير؟ أما الكبير فتشمله وأما الصغير فلا تشمله لأنه خرج بصارف، والصارف قوله صلى الله عليه وسلم: [رفع القلم عن ثلاثة، الصغير حتى يبلغ .. ] فعليه لو أن الصغير ذبح لغير الله فلا يكون كافراً لعدم قيام الحجة عليه لكنه ليس بمسلم بل مشرك ومن أراد مزيد بحث فليراجع كتاب المتممة لكلام أئمة الدعوة وكناب الحقائق باب الأسماء التي ليس لها علاقة بالحجة. الثاني الذي خرج من عموم"من"المجنون لنفس الحديث، وقوله"منها"أي العبادة.

وقوله"فهو مشرك كافر"الفاء داخلة عن جواب الشرط، وهنا نبدأ في الحكم

"مشرك كافر"يقصد المصنف هنا من قامت عليه الحجة فهو مشرك كافر، أما من فعل الشرك وهو حديث عهد بكفر أو عاش ونشأ في بادية بعيدة أو عاش ونشأ في بلاد الكفر فهو مشرك خارج عن الملة لكن لا يكفر كفر تعذيب وعقوبة حتى تقام عليه الحجة وهذا هو قول المصنف في كثير من كتبه وهو قول طلابه وأحفاده وهو قول ابن تيمية وابن القيم بل وقول كل من نحفظ من أهل العلم نقل الإجماع عليه أئمة الدعوة، ومن أراد مزيد بحث فليرجع إلى كتب أئمة الدعوة والدرر السنية، وقد يسر الله أن أفردنا هذه المسألة في رسالة مستقلة باسم المتممة لكلام أئمة الدعوة في العذر بالجهل في الشرك الأكبر.

مسألة على قول المصنف فهو مشرك كافر وراجع الوسيط في شرح أول رسالة في مجموعة التوحيد في مبحث الشرك والكفر والفرق بينهما وما يتعلق بذلك.

فصل

ثم ذكر المصنف التفصيل في أنواع العبادة.

فالعبادة الأولى هي الدعاء، وهل يقصد به المعنى العام أم المعنى الخاص؟ يقصد به المعنى الخاص وهو السؤال والطلب، وإذا قلنا أنه هنا السؤال والطلب ظهر إشكال آخر لأن المصنف سوف يذكر من أنواع العبادة الاستعانة والاستغاثة والاستعاذة وهذه دعاء طلب وسؤال فكيف الجمع؟ ولكي يصح الجواب فلا بد أن نحمل الدعاء هنا على شيء ليس دعاء استعانة ولا استغاثة ولا استعاذة فلا يبقى إلاّ سؤال الشفاعة في الآخرة أو التوسط في الدنيا وعليه فمعنى الدعاء هنا لما اجتمع مع الاستعانة وما عُطف عليها فهو بمعنى طلب الوساطة.

فمن صرف الدعاء لله فهو موحد ومن صرفه لغير الله فهل يشرك أم أنه غير مشرك؟ فيه تفصيل:

(إن دعا المخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا مشرك كافر) مثال: لو دعا الميت أن يتوسط له يرزق الله ولداً أو أن يعافيه من المرض أو يدفع عنه الشرور، أو سأله التوسط في طلب الجنة أو المغفرة فهذا الشرك أكبر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام