"مسألة"حكم العمل فيه تفصيل ويختلف باختلاف العلم فمن العلم ما هو واجب كعلم التوحيد والعقائد ومعرفة الشروط والأركان والواجبات والعبادات الواجبة والمعاملات الواجبة ومعرفة المحرمات ... الخ، فهذا واجب قال تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك} . ولحديث معاذ في الصحيح مرفوعا (فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوت ... ثم العلم بوجوب الزكاة) الحديث.
القسم الثاني: العلم المستحب كتعلم المستحبات وهذه باعتبار الأفراد أما باعتبار الأمة فلا بد على الكفاية من معرفة المستحبات في الجملة ولأنه من باب حفظ الدين.
القسم الثالث: ما هو فرض كفاية كتعلم الطب والصناعات وهذا فرض كفاية ومثله علم اللغات ... الخ من العلوم المباحة والنافعة للمسلمين.
القسم الرابع: العلم المحرم كتعلم السحر {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} وكعلم الكلام، وعلم الموسيقى وعلم الربا والفن ... الخ ومن ذلك الطريقة العلمانية اليوم في التعليم في المدارس تشبها بالغرب حيث يُفرض على الناس تعليم المحرم او تعليم ما لا يحتاجونه وبشكل عام على كل الطبقات، وقد ذكرت هذه المسألة وفصلت فيها في كتاب المعتصر شرح كتاب التوحيد في باب السحر والكهانة.
قال المصنف:"وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة".
(مسألة) ذكر معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بعد معرفة الله عز وجل وقدم معرفة النبي صلى الله عليه وسلم على معرفة الدين وفي الدرر 1/ 147 قال أن من الواجب على كل مسلم ومسلمة: معرفة ثلاثة أصول، والعمل بهن. ثم ذكرها وهي: الأصل الأول: في معرفة العبد ربه، ثم ذكر ذلك، الأصل الثاني: في معرفة دين الإسلام، الأصل الثالث: في معرفة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فقدم معرفة الدين على معرفة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ليس فيه شيء لأنهما متلازمان، والواو لا تقتضي الترتيب وإن كان عادة معرفة النبي صلى الله عليه وسلم تسبق معرفة الدين فلا بد أن تعرف هذا النبي ثم تأخذ منه الدين.
(مسألة) قوله بالأدلة أي أن الثلاثة تكون مقرونة بالأدلة .. فالباء هنا للمصاحبة.
(مسألة مهمة) عرفنا حكم معرفة تلك الأصول الثلاثة؟ فهل يصح التقليد في هذه الثلاثة وفي بقية العقائد؟
هذه المسألة تسمى (صحة إيمان المقلد في العقائد) والجواب: أنه يجوز التقليد في علم العقائد ولكن بشرط أن تجزم بما قلدت به ولا يشترط أن تعرف الدليل.
فعن أنس بن مالك قال بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد دخل رجل (وهو ضمام بن ثعلبة) فقال للنبي صلى الله عليه وسلم إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك فقال سل عما بدا لك فقال أسألك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك إلى الناس كلهم فقال اللهم نعم ثم سأله عن الأركان. الحديث.
قال الشيخ عبد الله ابا بطين: وفرض على كل واحد معرفة التوحيد وأركان الإسلام بالدليل، ولا يجوز التقليد في ذلك، لكن العامي الذي لا يعرف الأدلة إذا كان يعتقد وحدانية الرب سبحانه ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمن بالبعث بعد الموت وبالجنة والنار وأن هذه الأمور الشركية التي تفعل عند هذه المشاهد باطلة وضلال فإذا كان يعتقد ذلك اعتقادا