فهرس الكتاب
الصفحة 28 من 80

فصل

فإذا قيل لك: من ربك: فقل ربي الله الذي رباني، ورب جميع العالمين بنعمه، وهو معبودي، ليس لي معبود سواه، والدليل قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين) وكل ما سوى الله عالم. وأن واحد من ذلك العالم.

وإذا قيل لك: بم عرفت ربك؟ فقل: أعرفه بآياته ومخلوقاته؛ ومن آياته: الليل، والنهار، والشمس، والقمر، ومن مخلوقاته: السماوات السبع، ومن فيهن، والأرضون السبع ومن فيهن وما بينهما؛ والدليل قوله تعالى: (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون) وقوله تعالى: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل والنهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) . والرب، هو: المعبود، والدليل قوله تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) إلى قوله تعالى: (فلا تجعلوا الله أنداداً وأنتم تعلمون) قال ابن كثير رحمه الله تعالى: الخالق لهذه الأشياء، هو المستحق للعبادة.

الشَّرح:

قال المصنف: فإذا قيل لك: من ربك: فقل ربي الله الذي رباني، ورب جميع العالمين بنعمه وهو معبودي، ليس لي معبود سواه) قال ابن الأثير في غريب الحديث (2/ 179) : والرب في اللغة يطلق على الحفظ والرعاية وعلى الخالق المربي، والرب يطلق على المالك والسيد والمدبر والقيم والمنعم ا. هـ. والمصنف فسر الرب هنا بكلمتين"الخالق والمعبود"وهذا تعريف الرب عند الإطلاق فإنه يدخل فيه معنى الألوهية، وهذا بإجماع السلف.

كما أن كلمة الله عند الإطلاق: معناه الخالق المعبود أما عند الاقتران فتتضمن قاعدة (إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا) إي إذا قيل لك من ربك فهو يعنى الخالق المعبود وكذلك الله إذا مرت عليك وحدها، لكن لو اجتمعا في سياق واحد (الله والرب) فهناك يختلف فتعرف الرب بالخالق والله بالمعبود، فعند الافتراق يتسع، يضيق عند الاجتماع.

أما أهل البدع فالرب عندهم هو نفس معنى (الله) ولا فرق بينهما عند اجتماع ولا افتراق فالمعنى واحد واللفظ مختلف، وقد رددنا عليهم في كتاب الوسيط في شرح أول رسالة في مجموعة التوحيد.

قال المصنف:"وهو معبودي"أي من أذل وأخضع له بالطاعات.

قول المصنف"ليس لي معبود سواه"ليس: نفي، وسواه: إثبات، فجمع بين النفي الإثبات، والدليل قوله تعالى:"الحمد لله رب العالمين""وكل ما سوى الله عالم وأنا واحد من ذلك العالم". فالوجود قسمان: رب ومربوب، فالرب هو الخالق المعبود والمربوب: العالم كل ما سوى الله، ويلاحظ أن المصنف استخدم طريقة السؤال والجواب وهذا الأسلوب استخدمه في الأصل الأول فقط.

قال المصنف"فإذا قيل لك بما عرفت ربك"طرح هنا سؤال، والجواب: حتى تعرف ربك بالأدلة ويكون إيمانك مبنياُ على الاستدلال لأنه أقوى وأفضل ومعناه ما هي الوسائل التي

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام