فهرس الكتاب
الصفحة 29 من 80

عرفت بها الله؟"فقل عرفته بآياته ومخلوقاته"والأدلة في معرفة الرب وأنه الخالق المعبود ثلاثة:

1 -دليل فطري. 2 - دليل عقلي. 3 - دليل نقلي.

واختار المصنف الدليل العقلي الذي دلّ علي معرفة الرب فقال"بآياته ومخلوقاته"وليس هو دليل عقلي صرف بل عضده بآيات من القرآن، فمعرفته من الجهة العقلية بآياته ومخلوقاته وهو ما يسمى بدليل الأثر أو دليل حدوث العالم. وخلاصة هذا الدليل أنه لا بد لكل محدَث من محدِث ولا بد لهذا الوجود من موجد سابق عليه فهذه الآيات والمخلوقات حادثة ولا يمكن أن تكون جاءت من نفسها أو صدفة بل لا بد لها من محدث وهو الله تعالى، وليس المقصود فقط إثبات وجود الله وأنه الخالق فهذه ربوبية يُقر بها حتى الكفار لكن المراد الربوبية والألوهية، ثم عظم هذه الآيات يدل على عظم خالقها، وحسن هذه الآيات وإتقانها يدل على علم وحكمة من خلقها.

هذا الدليل العقلي: وقد بسَّطه المؤلف بهذا التبسيط وهو دليل محكم ولذا قال الأعرابي"الأثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير .."ألا يدل هذا الكون على الخالق.

الدليل الثاني الفطري: وهو ما يجده كل مخلوق في نفسه من الاعتراف بالله وبأنه الخالق المعبود وهو مركوز في كل الفطر قال تعالى: {فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها} . وفي الحديث: [كل مولود يولد على الفطرة .. ] متفق عليه، أي يعرف أنه خالق واحد معبود.

أما أهل البدع فعندهم أدلة أخرى فلسفية لثبات وجود الله فقط لا أنه المعبود منها ما يُسمى بدليل الأعراض والأجسام.

الدليل الثالث النقلي: وهذه كثيرة في القرآن والسنة التي تدل على أنه الله الخالق المعبود.

قال المصنف"بآياته ومخلوقاته"فرق المصنف بين الآيات والمخلوقات فعطف المخلوقات على الآيات. والقاعدة أن العطف يقتضي المغايرة فالآيات غير المخلوقات والمصنف اتبع النصوص في التسمية، ففي الآية الثانية سُميت السماوات وما عطف عليها مخلوقات فتقيد المصنف بألفاظ القرآن وإلاّ فالمخلوقات التي ذكر المصنف هي آيات لذا جمعها الله في قوله: إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار الآيات لأولي الألباب) والآيات لتي ذكر المصنف أربع: الليل والنهار والشمس والقمر، والمخلوقات لتي ذكر المصنف هي السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهما.

ثم ذكر دليلين {ومن ءاياته الليل والنهار .. } الآية، وجه الدلالة: استدل بهذه الآيات على أنه مستحق للعبادة قوله (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون) ، وأيضاً عرَف الله بها.

الدليل الثاني هو الآية الثانية: {إن ربكم الله الذي خلق ... } الآية وجه الدلالة: استدل بهذه الآيات على أنه مستحق للعبادة قوله له الخلق والأمر، والأمر أي التشريع والتحليل والتحريم والعبادة وفق أمره تعالى لا شريك له.

قال المصنف والرب هو"المعبود"من معاني الرب أنه المعبود والدليل {يا أيها الناس اعبدوا ربكم} فأصبح ربنا معبوداً، إلى أن قال (فلا تجعلوا لله أندادا) أي اعبدوه لوحده لا شريك له.

قال المصنف"قال ابن كثير الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة"وهذا زيادة تدليل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام