يدعى لهم ولا يجزم أنه حصلت لهم الرحمة وإن كان يرجون لهم لكن لا يجزم لهم، ولم يقل المرحوم لأن المرحوم خبر"ورحمة"دعاء وفرق بينهما
قال الشافعي رحمه الله:"لو ما أنزل الله حجة على الخلق"الألف والام في الخلق للعموم تشمل الجن والإنس."إلا هذه السورة لكفتهم"لأن هذه السورة فيها المسائل الأربع.
ثم ذكر المصنف كلام البخاري."باب العلم قبل القول والعمل فاعلم أنه لا إله إلا الله .."كلام البخاري يدل على الترتيب بين المسائل الأربع، فالعلم أولا ثم العمل ثم الدعوة ثم الصبر.
فصل
اعلم رحمك الله: أنه يجب على كل مسلم ومسلمة، تعلم هذه المسائل، والعمل بهن.
الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا، ولم يتركنا هملاً، بل أرسل إلينا رسولاً، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، والدليل قوله تعالى: (إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً، فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلاً)
الثانية: أن الله لا يرضي أن يشرك معه أحد في عبادته، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، فضلاً عن غيرهما؛ والدليل قوله تعالى: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً)
الثالثة: أن من أطاع الرسول، ووحّد الله، لا تجوز له موالاة من حاد الله ورسوله، ولو كان أقرب قريب، والدليل قوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)
الشَّرح:
قوله"يجب علينا"هنا ذكر حكم المسائل الثلاث، سبق تعريف الواجب، لكن كما قلنا هناك أن الوجوب هنا ليس معناه الوجوب الاصطلاحي بل هذه أصول عظيمة بل وأعظم من الواجبات الاصطلاحية. أ: العلم بان الله خلقنا لطاعته. ب: العلم بان الله لا يرضى الشرك. ج: العلم بعدم موادة الكافر.
وهذه الثلاث جعلها المصنف من باب العلم والعمل فقال يجب تعلم هذه المسائل، والعمل بهن.
وهذه المسائل الثلاث واجبة على كل مسلم ومسلمة.
تعريف المسلم: من أتى بالشهادتين ومقتضاهما وعمل بذلك ولم يأت بناقض وهو قول وعمل واعتقاد. هل يفهم من كلام المصنف أن الكافر لا تجب على هذه الثلاث المسائل؟ ليس كذلك بل هي واجبة حتى على الكافر، لكن تخصيص المسلم هنا لأن الخطاب متوجة إليه.
مسألة: هنا في المسائل الثلاث قال على كل مسلم ومسلمة، فزاد مسلمة، في حين أنه في المسائل الأربع السابقة لم ينص على كلمة مسلم ومسلمة، والجواب لأنه قال علينا وهذا يشمل الرجال والنساء.