فهرس الكتاب
الصفحة 18 من 80

دعاء المسألة المصدر بياء النداء المقتضية للطلب مثل يا الله وفقني. كلاهما محرم صرفه لغير الله وهو شرك أكبر بمعنى يدعو بالشفاعة له من غير الله وصاحبه مرتد.

المسألة الثالثة:"إن من أطاع الله ووحده لا يجوز له موالاة".وعنوان هذه المسألة أن الموحد لا يوالي أعداء الله.

"إن من أطاع الرسول ووحد الله"إن حرف توكيد ونصب .. من شرطية باعتبار المعنى يفيد العموم. أطاع: الطاعة الموافقة على وجه الاختيار، ضدها المعصية، وهي: مخالفة الأوامر متعمداً. وقوله ووحد الله أي أفرده بالعبادة وقوله لا يجوز، أي لا يباح له موالاة من حاد الله.

والموالاة: بمعنى المحبة والنصرة والمتابعة والموافقة، وهذه ذكرها بن الأثير في كتابه النهاية في غريب الحديث الجزء الخامس، عند كلمة"ولي"وأشار إليها ابن منظور في لسان العرب.

حكم (موالاة من حاد الله ورسوله) .

من: موصولة بمعنى الذي ومعنى حاد أي جانب وخالف، فالمحاد المخالف لله ورسوله، فالله ورسوله في جانب وهو في جانب، آخر وأصناف المحادين هم:

الكافر. 2 - المنافق نفاقاً اعتقادياً، 3 ـ المرتد.

أما المسلم العاصي فليس محادًّاً لله وإنما معه أصل محبة الله وهو في جانب الله ورسوله، ولم يخالف كليا وإنما عنده شيء من المخالفة.

"مسألة"ما حكم موالاة من حادة الله ورسوله؟ فيه تفصيل حسب أقسام الموالاة أحياناً تكون كفراً مخرجاً من الدين وأحياناُ من كبائر الذنوب.

ونقل عن ابن باز رحمه الله الإجماع في فتاويه، قال: أجمع العلماء بأن من ساعد الكفار بأي نوع من أنواع المساعدة فهو يكفر اهـ ومنه لو مكن لهم أن يستخدموا أرضه لضرب المسلمين فهذا يكفر.

والموالاة تنقسم إلى قسمين:

موالاة كبرى وتسمى الموالاة المطلقة والعظمى وتسمى التولي والمظاهرة، وهذه مخرجة من الدين إذا وجدت في مؤمن خرج من الدين وهي أربعة أنواع.

1 ـ محبة الكفار لدينهم، اللام تعليلية فأحبهم لأجل دينهم مثل محبة الهندوس والرافضة وغير ذلك فهو أحب دينهم ودليله حديث أبي مالك الأشجعي رواه مسلم: [من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله تعالى] الشاهد:"وكفر بما يعبد"فهو شرط أن يكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه، هذا أول الأقسام في الكفر وهي محبة الكفار من أجل دينهم فالنتيجة أنه أحب دينهم ومن أحب دين الكفر فهو كافر مثل من يحب العلمانيين لأنهم على العلمانية ويحب الديمقراطيين من أجل الديمقراطية ويحب البرلمانيين من أجل أنهم برلمانيون ويحب القوميين من أجل القومية فهذا وآلاء الكفار ويعتبر كافرا مثلهم. ويدل عليه قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء} .

2 ـ أن ينصر ويساعد الكفار على المسلمين كالذي يعين اليهود على المسلمين في فلسطين، أو يعين الأمريكيين على المسلمين في أفغانستان وأمثال ذلك، ويدل عليه الآية السابقة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام