شرك في الألوهية: وهي أن تجعل لله نداً في الدعاء والعبادة، وبمعنى آخر دعوة غيره معه.
قال المصنف رحمه الله:"إن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد".
"في عبادته"وهي الذل والخضوع .. هذا تعريفها في اللغة ولذا يقال طريق معبد إذا ذللته الأقدام ومشت عليه.
اصطلاحا: العبادة الذل والخضوع لله بالطاعة، وعرفها ابن تيمية أنها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، وأحسن ما يقال أن كلا المعنيين صحيح فيقال تعريف العبادة يختلف: فباعتبار المتعبد به ينزل تعريف ابن تيمية، وباعتبار التعبد هي الذل والخضوع .. والله أعلم.
"لا ملك مقرب ولا نبي مرسل"ضرب المصنف مثالين لبيان أن الله لا يرضى أحداً معه. لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، ولم يرد المصنف بالمثالين أن يستوعب، فالله لا يرضى الصالح ولا الطالح ولا الجن ولا غير ذلك .. ومعنى الكلام مادام أنه لا يرضى هذين المقربين فغيرهما من باب أولى.
"ملك"مأخوذ من الألوكة وهي الرسالة فيكون تعريف الملك وهو المرسل وتعريف الملائكة (هم جنس خلقهم الله من نور ووكلّ بهم أعمالهم) .
"مقرب"صفة للملك لأن الملائكة من المقربين باعتبار المكانة، فإذا كان الملك المقرب لا يرضى الله أن يشرك معه فغيره من باب أولى.
"ولا نبي مرسل"فجعل النبي مرسلاً وهذا أصح أقوال أهل العلم في تعريف النبي أنه مرسل قال تعالى (فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين) الآية. وقال بعض أهل العلم أن تعريف النبي هو: من أوحي إليه ولم يؤمر بتبليغ، وهذا مخالف لأصل الكتاب والسنة وقد بحثنا هذه المسألة في موضع آخر.
وقوله مرسل: أي أرسله الله إلى قوم مؤمنين ويدل عليه من القرآن قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسولا ولا نبي} الشاهد ولا نبي فجعل النبي مرسلاً، وقوله وبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين فأصبح النبي مبعوثاً أي مرسلاً. وحديث جابر المتفق عليه"أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي ... كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة .."والفرق بين النبي والرسول أن النبي: أرسل إلى المؤمنين يجدد رسالة الرسول الذي قبله. والرسول: أرسل إلى الكفار بشريعة جديدة، والشاهد قوله كل نبي بعث إلى قومه مما يدل على أن النبي مبعوث ومرسل لكن إلى قومه.
والدليل على أن الله لا يرضى الشرك قال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا} . المساجد: جمع مسجد ويقصد به السجود أي السجود يكون لله تعالى، أو أعضاء السجود. لله: اللام للاستحقاق ومعنى الله هنا المعبود الخالق. ولا ناهية والنهي يقتضي التحريم وهو موضع الشاهد. تدعوا: نهى الله عن الشرك والشيء المحرم لا يحبه الله ولا يرضاه. تدعو أعم من قولنا تعبد فمنع الدعاء لأن الدعاء ينقسم إلى قسمين: 1 - دعاء عبادة. 2 - دعاء مسألة.
دعاء العبادة: أن تصلى وتصوم .. الخ. والصلاة لو سألت لماذا تصلى لقال لكي يغفر الله لي .. إذاً هي دعاء الله المغفرة، كأنك قلت اللهم اغفر لي فهي دعاء عملي.