فهرس الكتاب
الصفحة 63 من 80

أنه يسأل عن الدليل كيف عرفت إن محمد رسول الله وأنه جاء بالحق. ويدل على ذلك حديث البراء بن عازب الطويل [في سؤال الملكين فيقولان: ما يدريك عن هذا الرجل؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت وصدقت] .

د ـ ويجب أن يعرف أنه عر بي وأنه قد مات كما قال تعالى (إنك ميت وإنهم ميتون) وقوله (وما محمد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) وأنه في قبره عي حياة برزخية.

هـ ـ ويجب أن يُعرف من سيرته ما يُفرق بينه وبين مدعي النبوة.

قال المصنف"معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم"والملاحظ أنه لم يقل معرفة النبي بالأدلة كما قالها في معرفة الله ومعرفة الدين ويلاحظ أنه قال: نبيكم ولم يقل رسولكم لكنه جاء أثناء الحديث عن الرسالة.

وقوله:"وهو محمد بن عبد الله"المقدار الواجب محمد وما زاد فهو مستحب ثم ذكر نسبه إلى إبراهيم عليه السلام. ثم ذكر عمر الرسول صلى الله عليه وسلم عند وفاته وأنه ثلاث وستون سنة وهذه معرفتها مستحبة، منها أربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبياً رسولا. وهذه معرفة مستحبة.

قوله"نبئ باقرا وأرسل بالمدثر"وهذه معرفة واجبة، قال القرطبي لما ذكر الفضائل قال ألا ترى أنه صلى الله عليه وسلم كان عبدا قبل أن يكون نبيا ثم كان نبيا قبل أن يكون رسولا اهـ الجامع لفقه القرطبي 1/ 116.

قوله"وبلده مكة وهاجر إلى المدينة"هذا من المستحب معرفته.

بعثه الله بالنذارة عن الشرك، والبراءة منها وأهلها وهذه معرفة ما جاء به الرسول وهذه واجبة وهي أعظمها وأعلاها، كما قال الشارح وما جاء به الرسول هو:

الدعوة إلى التوحيد والدعوة إلى إفراد الله بما يستحقه من لأسماء والصفات والربوبية والألوهية وترك الشرك وأهله، الدليل على ذلك قوله: {يا أيها المدثر ... وربك فكبر} أي عظمه بالتوحيد.

جاء ليبين الشرك وينذر عنه والدليل قوله {قم فأنذر} ، فينذر عن الشرك {وثيابك فطهر} أي طهر أعمالك عن الشرك ويقصد بالثياب هنا المعنوية.

جاء بالبراءة من المشركين ومن دينهم ومن أعمالهم قال تعالى: {والرجز فاهجر} ، فيهجر الأصنام وجاء بالبراءة منها ومن أهلها،"وأخذ يدعو بهذه الأمور في مكة عشر سنوات وبعد العشر جاءت مسألة الإسراء والمعراج وفرضت عليه الصلوات الخمس وصلى في مكة ثلاث سنين قبل الهجرة، وبعدها هاجر إلى المدينة".

فصل

قال المصنف"وبعدها أمر بالهجرة إلى المدينة"الموضوع يتعلق بالهجرة."بعدها"أي بعد الثلاث سنوات بعد الإسراء والمعراج"أمر"مبني للمجهول والآمر هو الله سبحانه وتعالى وهذه هي المرحلة الوسطى من مراحل الهجرة. فالهجرة على أنواع:

أ ـ هجرة من بلاد الخوف والاضطهاد إلى بلاد الأمن وهي الهجرة إلى الحبشة كما هاجر الصحابة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام