فهرس الكتاب
الصفحة 13 من 80

جازما لا شك فيه فهو مسلم، وإن لم يترجم بالدليل لأن عامة المسلمين ولو لقنوا الدليل فإنهم لا يفهمون المعنى غالبا.

قال: ذكر النووي في شرح مسلم عند حديث ضمام بن ثعلبه قال: قال أبو عمرو بن الصلاح فيه دلالة لما ذهب إليه أئمة العلماء من أن العوام المقلدين مؤمنون، وأنه يكتفى منهم بمجرد اعتقاد الحق جزما من غير شك وتزلزل خلافا لمن أنكر ذلك من المعتزلة وذلك لأنه قرر ضمام على ما اعتمد عليه في معرفة رسالته وصدقه ومجرد إخباره إياه بذلك ولم ينكر عليه، ولا قال يجب عليك النظر في معجزتي والاستدلال بالأدلة القطعية اهـ الدرر 10/ 409.

قال ابن حزم رحمه الله (وقال سائر أهل الإسلام كل من اعتقد بقلبه اعتقادا لا يشك فيه وقال بلسانه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن كل ما جاء به حق وبرئ من كل دين سوى دين محمد صلى الله عليه وسلم فإنه مسلم مؤمن ليس عليه غير ذلك) الفصل 4/ 35.

وأشار إلى صحة إيمان المقلد الموفق ابن قدامه في روضة الناظر ووافقه الشنقيطي في تعليقه على الروضة واستدلا بدليلين، الأول {فاسألوا أهل الذكر} والثاني {ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} .

ووجه الدلالة من هاتين الآيتين أنه يقبل قول المنذر إذا رجع إلى قومه ويكتفي بسؤاله وأما الآية الأولى {فاسألوا أهل الذكر} أي سؤال عن الحكم الشرعي.

قال المصنف"معرفة نبيه"ولم يقل رسوله وهما مترادفان هنا. ثم قال: معرفة دين الإسلام بالأدلة.

قال المصنف"الثانية العمل به"أي من الواجب بعد العلم العمل به،"به"الضمير يعود إلى أقرب مذكور وهو العلم، أي يجب العمل بما تعلمت.

"مسألة"العمل ينقسم كما ينقسم العلم: 1 - فمنه ما هو واجب كالعمل بالواجبات والشروط والتوحيد ونحو ذلك. 2 - العمل المستحب كالعمل بالمستحبات لكنه في الجملة لا بالجملة. 3 - العمل المحرم كالعمل بالشركيات أو الكبائر. 4 - ما هو مكروه وهو العمل بالمكروهات.

"مسألة"هل الترك يسمى عملاً؟ كمن ترك الزنا فهل يقال عمل صالحا؟ الجواب فيه تفصيل إن تركه امتثالاً مثل الابتعاد عن وسائل الزنا فهذا عمل صالح. وإن تركه عجزاً فلا يدخل، وعلى ذلك فالترك مع النية الصالحة عمل قال تعالى: {وذروا ما بقي من الربا} .

قال المصنف"الثالثة الدعوة إليه"هل الضمير هنا يعود على العلم أي الدعوة إلى العلم، أما يعود إلى أقرب مذكور وهو العمل فيكون المعنى الدعوة إلى العمل بما علم؟.

"مسألة"الضمير يعود إلى العلم الشرعي ومعنى الدعوة أي نشر العلم الذي تعلمه. وعلى ذلك فالدعوة إلى العلم تنقسم مثل أقسام العلم.

فالعلم الواجب الدعوة إليه واجبه، والعلم المستحب الدعوة إليه مستحبة وما كان محرماً، فالدعوة إلى تركه واجبة ... وهكذا ..

"مسألة"على من تكون الدعوة؟ على من تعلم العلم وقدر، فمن كان جاهلاً لا يجب عليه الدعوة ولكن يجب أن يتعلم أولاً ثم بعد ذلك يدعو.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام