فهرس الكتاب
الصفحة 14 من 80

الدليل على وجوب الدعوة حديث معاذ"إنك تأتي .. فليكن .."الشاهد:"فليكن أول ما تدعوهم"اللام للأمر والأمر يقتضي الوجوب. والدليل الثاني حديث علي"انفذ على رسلك"ثم قال"ثم ادعهم إلى الإسلام"هذا الشاهد وقوله ادعهم أمر والأمر يقتضي الوجوب. والحديثان كلاهما في الصحيحين.

"مسألة"لمن توجه الدعوة؟

الجواب: تدعو الكافر والمسلم الجاهل والمخطئ والمتأول والمعاند.

"مسألة"هناك فرق بين قوله"الدعوة إليه"ووجوب الدعوة، فإن معنى الدعوة إليه أي إلى العلم وبثه بين الناس أما وجوب الدعوة مطلقاً فهي تشمل أيضاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعظ والنصح.

قال المصنف"الصبر على الأذى فيه"هذا الواجب الرابع الصبر على الأذى في الدعوة إلى العلم. الصبر لغة: الحبس والمنع. اصطلاحاً: حبس النفس عن التسخط واللسان عن التشكي والجوارح عن لطم الخدود .. وأمثال ذلك.

"فيه"الضمير يعود إلى العلم أي يصبر على ما يواجهه في طلب العلم وما يصيبه من أذى في نشر العلم والعمل به.

"الأذى"الألف واللام للعموم والأذى أنواع:

أذى بدني. 2 - أذى مالي. 3 - أذى كلامي نفسي، فيصبر على ما يلقاه.

وأفضل الصبر عند الصدمة الأولى ثم الاستمرار في الصبر حتى ينتهي الحدث.

قال المصنف"والدليل بسم الله الرحمن الرحيم * والعصر إن الإنسان لفي خسر". هذا هو الدليل على المسائل الأربع، وذكر البسملة لأنه ذكر سورة كاملة وحكم البسملة في أوائل السور سنة ما عدا براءة .... وليست آية من السورة وإنما هي منفصلة عنها إلا في سورة النمل والشاهد من السورة (إلا الذين آمنوا) ، وهو دليل العلم، لأن الشيء الذي آمنوا به علموه أولا فتكون دلالتها باللازم.

"وعملوا الصالحات"دليل العمل."وتواصوا بالحق"يدل على الدعوة"وتواصوا بالصبر". دليل على الصبر على الأذى فيه.

فسورة العصر تدل على الواجبات الأربع. هل هناك تلازم بين المسائل الأربع؟ أي أن الإنسان لا يدعو بدون علم أو لا يدعو إلا بعد العمل.

التلازم بين العلم والعمل فلا بد منه، فلا عمل بدون علم ولا علم بدون عمل، ويدل عليه {غير المغضوب عليهم} علموا ولم يعملوا وهم اليهود {الضالين} عملوا بدو علم وقوله تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً} .

أما التلازم بين العمل والدعوة فليس هناك تلازم بمعنى إنه لا يدعو إلا ما عمل به، أو لا يتعلم إلا ما يدعو إليه بل لا يلزم ذلك. بل الإنسان يدعو بالذي عمل به والذي لم يعمل به فلو كان يعلم أن هذا حرام فيجب عليه أن يدعو إلى تركه وإن كان يعمله.

والسبب لأن الذي دعا وقع في الخطيئة وهي عدم العمل بما دعا به وعمل واحدة وهي أنه دعا. وأما الذي لم يدع وقع في خطيئتين لم يعمل ولم يدع.

كلام الشافعي: ثم قال"رحمه الله"إذا قال العلماء فيقال رحمه الله وإذا قيل الصحابة ترضي عنهم والأنبياء صلي عليهم، وهذا هو المعتاد في الدعاء للعلماء بالرحمة والسابقون

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام