وهو الإحسان؟. الجواب أن المصنف هنا ذكر الإسلام فقط لأنه بعد قليل سوف يذكر الإيمان فلما اجتمعا افترقا.
"والبراءة من الشرك وأهله"من باب عطف الخاص على العام وإلاّ فإن البراءة من الشرك تدخل في الاستسلام لله بالتوحيد لأن معنى التوحيد هو النفي وهو البراءة والإثبات وهو الاستسلام بالتوحيد، لكن أفردها المصنف لأهميتها. أما معنى البراءة: فبرئ بمعنى تخلص وترك. ومنه يقال برئت من المرض إذا تخلصت منه ويقال استبرأت المرأة إذا لم يكن في رحمها شيء ويقال برئ من الدين إذا سقط وتخلص منه.
اصطلاحا: فهو البغض والعداوة والابتعاد عن الشرك والمشركين اعتقادا وعملاً وسكناً وقسّم المصنف البراءة إلى قسمين:
1 -البراءة من العمل وهو البراءة من الشرك والكفر وهذا فرض لازم. كالبراءة من الديمقراطية ومن البرلمانات ومن الحداثة ومن العلمانية ... الخ.
2 -البراءة من العامل وهو الذي أشار إليه المصنف بقول"وأهله"البراءة من المشركين والكفار، مثل أن تكره وتبغض وتعاد وتكفر العلمانيين والقوميين والحاثيين والرافضة وتبرأ من أعمالهم وتبغضهم وتعاديهم وتخرجهم من الملة.
أما كيف البراءة من هذين القسمين فكالتالي:
1 -البراءة القلبية وهي أن تبغض المشركين والشرك بقلبك وتكرههم وتتمنى زوالهم كبغض النصارى واليهود والهندوس والشيوعيين والعلمانيين والبراليين والحداثيين والرافضة. وحكم هذا القسم فرض لازم ولا يمكن أن يسقط عن المسلم لأنه متعلق بالقلب والدليل على ذلك حديث أبي مالك الأشجعي: [من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه، وحسابه على الله تعالى] رواه مسلم. وكذلك الآيات التي عن إبراهيم في البراءة من قومه.
2 -براء اللسان من الجنس للشرك وأهله بأن تبغض الكفار ودينهم باطل وأنهم كفار. والدليل قوله تعالى: {قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون} قل: أي بلسانك {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون} وهذا باللسان أنه براء من دينهم.
لكن أقل الفرض ألازم ما تعلق بالجنس والنوع بأن يذكر من الألفاظ ما يدل أنه لا يريدهم ولا يرتاح لهم ونحو ذلك وأنهم على مخالفة أو ضلال ... الخ.
3 -براءة الجوارح وذلك بالابتعاد وبمجاهدتهم بالجوارح وتكسير معبوداتهم ومساجدهم الشركية الضرارية وقتلهم، والدليل قوله تعالى: {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} . وقوله عليه الصلاة والسلام: [من رأى منكم منكراً فليغيره بيده .. ] رواه مسلم. وهذا القسم يجب مع القدرة ويسقط مع العجز.
"مسألة"ما حكم مساكنة المشركين؟ هي أقسام:
مساكنتهم محبة لهم ولدينهم فهذا كفر وهو مخالف ومناقض للبراءة من المشركين لما جاء في حديث عن جرير بن عبد الله قال أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين قالوا يا رسول الله لم قال لا تراءى ناراهما قال أبو داود رواه هشيم ومعمر وخالد الواسطي وجماعة لم يذكروا جريرا، رواه أبو داود أول كتاب الجهاد باب النهي عن قتل من اعتصم بالسجود.