فهرس الكتاب
الصفحة 37 من 80

تعالى (ولا تز وازرة وزر أخرى) وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار) رواه ابن ماجه.

أما لو كان في حق ذاته كحلق لحيته فيجوز بنفس الشروط أو سجناً طويلاً لا يتحمله أو أخذ مال لا يتحمله.

المرتبة الثانية: أذية فيها مشقة، لكنها محتملة كالضرب الذي يستطيع أن يتحمله والسجن أياماً معدودة فهذه لا يجوز أن يخاف منها فيفعل من أجلها المحرم أو يترك الواجب.

المرتبة الثالثة: أذية قليلة محتملة كالسب والشتم والتعيير والسخرية فهذه لا يجوز أن يخافها، فيفعل المحرم ويترك الواجب.

المرتبة الرابعة: ما يسمى بالوهن والجبن كأن نخاف من كل شيء وبعض هذه الأشياء لا حقيقة لها فهذه لا تجوز لأنها مجرد تصورات ذهنية.

"مسألة"الخوف من الفصل من الوظيفة هل هو عذر في ترك الواجب أو فعل المحرم؟ أما إن كان يجد كسباً غيره كالتجارة وعمل اليد فهذا ليس بعذر إن كان هذا الواجب واجباً فعلياً وإن كان لا يجد فهو عذر لأنه دخل حد الضرورة وأدلتها معروفة.

"مسألة"الخوف من الشيطان والجن كالخوف من الإنس فإن خفت منهم مالا يقدرون عليه فهو شرك أكبر. وإن خفتهم ما يقدرون عليه كالخوف من الإنس. وقد سبق أن نقلنا ما ذكره ابن كثير من كلام أهل العلم على آية (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن) الآية.

"مسألة"ما يسمى بالخوف من المواقف ومعناه مثل ما ينتاب الإنسان من الرجفان والقلق لو قام يتكلم بين الناس هذا من الخوف الطبيعي ولا شيء فيه إلا إن تضمن ترك واجب أو فعل محرم كما لو كانوا يفعلون معاصي فجئت تتكلم فخفت الموقف فهذا محرم. وفيه التقسيم السابق أنه محرم أو شرك أصغر والذي تميل إيه النفس أنه من الشرك الأصغر ثم ذكر الدليل: {فلا تخافوهم وخافوني إن كنتم مؤمنين} .

العبادة الثالثة هي الرجاء: وهو وصف قائم في القلب يؤدي إلى التوقع والأمل والطمع.

"مسألة"متى يكون الرجاء توحيداً؟ إذا تعلق أمله بالله فهذا توحيد.

"مسألة"متى يكون الرجاء من الشرك؟ - فيه أحوال:

إذا توقع وطمع من مخلوق ما لا يقدر عليه إلا الله مثل (التوقع من المخلوق النصر أو التوقع منه الولد أو الشفاء والسلامة) .

أن يتوقع من الأموات والجمادات والغائبين بغير الوسائل الحسية يتوقع منهم الخير ولو كانوا يقدرون عليه لو كانوا أحياء، وهذا شرك أكبر.

أن ترجو وتتوقع من المخلوق ما يقدر عليه مع الاعتماد عليه مثل تعتمد عليه أن يعطيك مالاً، فأنت واثق بأن يعطيك، أو أن تطمع في مهارة الطبيب، فتثق بحصول الشفاء وهذا من الشرك الأصغر.

أن يطمع ويتوقع ويرجو الشفاء والخير من الله لكن بوسيلة محرمة كمن لبس حلقة أو خيط على أن تكون سبباً للشفاء أو فعل ما يسمى بالشبكة يطمع من الله أن تكون سبب الألفة والاشتباك بين الزوج والزوجة، وهذا من الشرك الأصغر كما في حديث عقبه بن عامر مرفوعاً [من تعلق تميمة فقد أشرك] ومن أمثلة ذلك الذبح لله عند القبور ترجو من الله

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام