وقوله تعالى: (الذي يراك حين تقوم، وتقلبك في الساجدين) وقوله تعالى: (وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه) .
والدليل من السنة: حديث جبريل المشهور عليه السلام، عن عمر رضي الله عنه، قال:"بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل علينا رجل، شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يري عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس عند النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، فقال يا محمد: أخبرني عن الإسلام؟ قال: أن تشهد أن لا إلَه إلا ّ الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت الحرام، إن استطعت إليه سبيلاً؛ قال صدقت"فعجبنا له: يسأله، ويصدقه.
قال:"أخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الأخر، والقدر خيره وشره؛ قال: صدقت؛ قال أخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك؛ قال: صدقت قال أخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل؛ قال: أخبرني عن أماراتها؟ قال: أن تلد الأمة ربها، وأن ترى الحفاة، العراة، العالة، رعاء الشاء،"
يتطاولون في البنيان"فمضى فلبثنا ملياً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم"يا عمر: أتدرون من السائل؟ قلنا الله ورسوله أعلم؟ قال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم"."
الشَّرح:
الأصل الثاني وهو معرفة دين الإسلام بالأدلة هذا هو الأصل الثاني من الأصول الثلاثة وهو معرفة الدين.
وكان الأولى تقديم معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الأصل لأنه لا بد من معرفة الله ثم المبلغ عنه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ثم معرفة ما جاء به الرسول من عند الله.
الدين لغة: يطلق على الملك والعمل والجزاء والحساب. اصطلاحاً: ما شرعه الله من الأحكام والأصول والأركان على لسان رسوله.
"دين الإسلام"يقصد بالإسلام هذا المعنى العام، فيدخل فيه الإيمان والإحسان والإسلام بالمعنى الخاص.
"بالأدلة"الباء للمصاحبة: أي أن معرفتك بالإسلام مصاحبة بالدليل ومرّ علينا مسألة التقليد في الإيمان وهل يجب بالأدلة ثم عرف المصنف الدين فقال: هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله. شرح التعريف قوله الاستسلام لله أي الانقياد والخضوع.
"بالتوحيد"بإفراده بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات ويكون المعنى أن تذل وتخضع لله بما يستحق من لأسماء والصفات ومن الربوبية والعبادة.
"والانقياد له بالطاعة"الانقياد هي الملاينة يقال انقاد إذا لان.
"بالطاعة"اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه وتكون بمعنى العبادة هنا، وفيه إشكال في تعريف المصنف لم يدخل صراحة الاعتقاد في التعريف أي الإيمان، لأننا عرفنا أن الدين يشمل الإسلام وهو العمل الظاهر والاعتقاد الباطن وهو الإيمان. وإتقان الظاهر والباطن