فهرس الكتاب
الصفحة 58 من 80

أما الدليل على المرتبة الثانية فذكر المصنف دليلين: {وتوكل على الله العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم} أي يطلع عليك ويراقبك وهذا يورث الإحسان في الإسلام والإيمان.

والدليل الثاني قوله تعالى: {وما تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه} أي تشهر أن الله يشاهدك وهذا يورث الإحسان في الأعمال والاعتقادات.

فصل

قال المصنف: والدليل من السنة أي على مراتب الدين الثلاثة حديث جبريل المشهور: [إذ طلع علينا رجل] فيه أن الملائكة قد تتشكل في صورة رجال بإذن الله وقد جاء جبريل على هيئة دحية الكلبي. وفي الصحيح أن الملك جاء إلى الرجل في صورة أعمى وصورة أبرص وصورة أقرع.

"شديد بياض الثياب"على غير المعتاد للمسافر أن تكون ثيابه بيضاء.

"شديد سواد الشعر"أي أن بدنه ومظاهره نظيفة وهذا أول ما أشكل على الصحابة لكونه مسافراً ونظيفة خلاف عادة المسافر.

"فجاء يتخطى الرقاب حتى جلس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم"فتخطي الرقاب يكره إلا لحاجة."حتى جلس عند الرسول صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه". جلس كما يجلس المصلي في الجلسة بين السجدتين والضمير في كفيه وفخذيه يعود على جبريل. قوله"فقال يا محمد .."ناداه باسمه مع أن الله قال: {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً} . ولم يذكر الصلاة والسلام على الرسول وهذا يؤيد القول الثاني أن الصلاة والسلام على الرسول عند ذكر اسمه سنة مؤكدة، ويكون صارفاً لقوله تعالى: {صلوا عليه وسلموا تسليماً} .

ثم طرح على الرسول عدة أسئلة، سأله عن الإسلام فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإسلام هو الذل والخضوع لله بالأركان الخمسة وهي الشهادتان والصلاة والصوم والزكاة والحج، فقال: صدقت وهذا التعجب الثاني من الصحابة لأن السائل عادة لا يصحح الجواب.

ثم طرح السؤال الثاني وسأل عن الإيمان فأخبره أن الإيمان هو الذل والخضوع لله بالاعتقادات الباطنة قال صدقت وهذا التعجب الثالث. وهذا فيه التعجب من الأشياء التي تخالف العادة. فطرح السؤال الثالث: قال أخبرني عن الإحسان فقال له: أن تذل وتخضع لله بإتقان الإسلام والإيمان لله، ثم سأله السؤال الرابع فسأله عن الساعة: فلم يجبه لرسول عن هذا السؤال لأنه سأل عن وقتها ووقت الساعة لا يعلمه إلا الله

السؤال الخامس: سأله عن علامات الساعة فأخبره عن علامتين والجامع بين العلامتين أن فيها انعكاس للأمور فيكون أسفل الشيء أعلاه. الأولى أن تلد الأمة ربتها بحيث يصير المربي وهي الأم مربياً عندما تكثر السراري [1] ، العلامة الثانية أن يكون فقراء الناس هم أعالي الناس ثم بعد ذلك أخبر الصحابة عن السائل أنه جبريل أتاكم يعلمكم الدين].

(1) - الإماء.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام