فهرس الكتاب
الصفحة 62 من 80

قال: وكذلك نكفر من اعترف من الأصول الصحيحة بما تقدم ونبوة نبينا صلى الله عليه وسلم ولكن قال كان أسود أو مات قبل أن يلتحي أو ليس الذي كان بمكة والحجاز أو ليس بقرشي لأن وصفه بغير صفاته المعلومة نفي وتكذيب به.

وكذلك من ادعى نبوة أحد مع نبينا صلى الله عليه وسلم لو بعده كالعيسوية من اليهود القائلين بتخصيص رسالته إلى العرب وكالخرمية القائلين بتواتر الرسل وكأكثر الرافضة القائلين بمشاركة علي في الرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم بعده، فكذلك كل إمام عند هؤلاء يقوم مقامه في النبوة والحجة.

وكذلك من ادعى النبوة لنفسه أو جوز اكتسابها والبلوغ بصفاء القلب إلى مرتبتها كالفلاسفة وغلاة المتصوفة وكذلك من ادعى منهم أنه يوحى إليه وإن لم يدعي النبوة أو أنه يصعد إلى السماء ويدخل الجنة اهـ مختصرا والشاهد ظاهر.

وظاهر صنيع المصنف أن ما ذكره من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم هنا أنه واجب، فيجب أن تعرف أسمه واسم أبيه وجده وقبيلته، وكم عمره، ومتى نبئ ومتى أرسل، وبلده، ومهاجره، وبماذا أرسل، وكم سنة مكث في مكة، وكم سنة مكث بالمدينة، ومعرفة الإسراء والمعراج.

والذي يظهر لي أن ذلك ليس كله واجب وإنما بعض ذلك واجب والباقي مستحب. والقدر الواجب الذي يسأل عنه في القبر بسؤال الملكين وقد جاءت أحاديث كثيرة في سؤال الملكين عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون المقدار الواجب في معرفة النبي صلى الله عليه وسلم كالتالي:

أ ـ يجب معرفة اسمه، وأما اسم أبيه وجده فمستحب وإنما الواجب أن تعرف أن اسمه محمد. كما جاء من حديث أنس المتفق عليه [إن الملكين يسألان فيقولان: ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول: محمد .. ] .

وجاء في حديث أنس المتفق عليه [أن الملكين يسألان فيقولان: ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول: محمد رسول الله .. ] . متفق عليه، ويدل على أنه يسأل عن اسمه فقط ما جاء عن أبي داود والنسائي من حديث أنس [ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول هو عبد الله ورسوله فما يسأل عن شيء غيرها] .

ب ـ أن تعرف أنه رسول الله وأنه نبي وأنه عبد الله لا ملك ولا إله ولا يُعبد ولا يُستغاث به ولا يُذبح له ولا يُصرف له شيء من العبادة، ومن صرف له شيء من العبادة فهو مشرك كافر، ويدل عليه حديث أسماء [فيقول محمد رسول الله] . وحديث أنس عند أبي داود والنسائي [فيقول: هو عبد الله ورسوله] وجاء عند البخاري في كتاب الجنائز [إذا أقعد المؤمن ثم أتى شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله] . وفي المسند من حيث البراء بن عازب الطويل المشهور. فيقول: [هو رسول الله] وجاء في حديث الجارية رواه مسلم أنه سألها أين الله فقالت: في السماء. قال: من أنا. قالت: رسول الله. وفي رواية [أتشهدين أن محمداً رسول الله؟ قالت: نعم. قال: أعتقها فإنها مؤمنة] .

ج ـ يجب أن تعرف ما جاء به الرسول وهذا أعظمها كما جاء في حديث أسماء المتفق عليه [فيسأل الملكان ما علمك بهذا الرجل؟ فيقول: محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا] وجاء عند الترمذي من حديث علي مرفوعاً [لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: (منها) أني رسول الله بعثني بالحق .. ] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام