فهرس الكتاب
الصفحة 16 من 80

"تعلم هذه الثلاث المسائل"التعلم هو المعرفة.

"والعمل بهن"الواجب في المسائل الثلاث واجبان: العلم، والعمل.

المسألة الأولى منها:"إن الله خلقنا لحكمة وهي طاعته وعبادته"ورتب الجزاء على هذه الطاعة وهي الجنة أو النار فمن أطاعه دخل الجنة. والطاعة: الموافقة والتنفيذ للأمر على وجه الاختيار، وكذلك فعل الأوامر التي يحبها الله على وجه الاختيار.

"دخل الجنة"هل هو دخول كامل أم دخول يسبقه عذاب؟ على حسب الطاعة فإن كانت طاعته كاملة فدخوله دخولاً كاملا، يدخل الجنة ولا يعذب، وإن كانت ناقصة فدخوله ناقص وهو تحت المشيئة فإن شاء الله عذبه وأدخله النار ثم يدخله الجنة.

"من عصاه"المعصية مخالفة الأمر عمداً. قال ابن تيمية في الفتاوى 11/ 674 فالمعصية مخالفة الأمر ومخالف النهي عاص اهـ.

أما مخالفة الأمر في المسائل الخفية متأولا فهو من باب الخطأ، والمخالفة جهلا فإن كان مثله يجهله فهو خطأ وإلا كان تفريطا.

والعلمانيون عندهم الطاعة هي الموافقة في أشياء مخصوصة في المسجد والأحوال الشخصية فقط لا في الحكم والسياسة والاقتصاد وبقية الحياة فلا.

"دخل النار"هل هو على وجه الخلود أم على وجه التعذيب ثم يخرج؟ على حسب المعصية، فإن كانت المعصية فيها شركاً أكبر وكفراً أكبر فهذا يخلد في النار ولا يخرج. وإن كانت المعصية من الكبائر فهذا يدخل النار إذا لم يعف الله عنه ثم يخرج إلا إذا كان شركا أصغر ففيه خلاف والراجح أنه لا يغفر. ثم ذكر المصنف الدليل على ذلك، وهو قوله تعالى: إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً، فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلاً)

المسألة الثانية: ما هو موضوع هذه المسألة؟ إن الله سبحانه لا يرضى الشرك ولا يحبه قال المصنف: إن حرف توكيد ونصب، ولفظ الجلالة (الله) اسمها وهو الخالق المعبود، قوله"لا يرضى"فيه إثبات الرضى لله وأنه يرضى من بعضا الأشياء ويسخط على بعض الأشياء. معنى الرضى: وصف قائم في ذات الله سبحانه وتعالى ينتج عنه الإنعام والعطاء وهي صفة لله متعلقة بالمشيئة.

أما الأشاعرة والمعتزلة فإنهم يقولون الرضا إرادة الإنعام وإرادة الثواب، ولا يقولون وصف قائم في ذات الله، والمعتزلة يقولون هو الإنعام، والسبب لأن الأشاعرة يثبتون صفة الإرادة لله عز وجل، ولذا قالوا إرادة الإنعام.

قوله:"لا يرضى"أي أن الله لا يرضى الشرك وإنما يسخطه ولا يريده سبحانه وتعالى إرادة شرعية قال تعالى (ولا يرضى لعباده الكفر) ، أما الإرادة الكونية فإن الله أراده كوناً فوقع لحكمة أرادها تعالى، ولم يرده شرعاً.

"أن يشرك"أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر أي شركاً. والشرك: بالمعنى العام: أن تجعل لله نداً في الأسماء والصفات أو الربوبية أو الألوهية، وهذا التعريف يدخل فيه شرك الأسماء والصفات وشرك الربوبية وشرك الألوهية .. وعلى هذا فالشرك ينقسم إلى أقسام:

شرك في الأسماء والصفات: أن تجعل لله نداً فيما يختص به من الأسماء والصفات.

شرك في الربوبية: وهو أن تجعل لله نداً في الخلق والملك والتدبير.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام