فهرس الكتاب
الصفحة 75 من 80

وأما التفسير الجامع للطاغوت فهو تعريف ابن القيم رحمه الله قال: الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع.

"معبود"ما ذكره عمر ومالك.

"متبوع"يشمل: مردة أهل الكتاب.

"مطاع"يشمل: الساحر ولكاهن وكل حاكم ويشمل علماء السوء وأمراء السوء وعباد السوء.

وهناك تعريف أدق من تعريف ابن القيم وهو: كل مجاوزة في الكفر، فتارك الصلاة مثلا كافر وإذا دعا إلى ترك الصلاة أو عاقب على فعله فهذا تجاوز في الكفر فهو طاغوت، ومن ذبح لغير الله هذا شرك فإذا دعا إلى الذبح لغير الله أو زينه فقد تجاوز في الكفر فهو طاغوت، وإذا حلل شيئا فهذا تجاوز في الكفر ويدخل في ذلك سدنة الشرك والحجاب ... الخ

ومن تعريف ابن القيم تؤخذ أنواع الطواغيت وأنها ثلاثة أنواع:

طواغيت العبادة وهو يشمل كل من عبد من دون الله وهو راض ويشمل من دعا الناس إلى عبادة نفسه، ويشمل الشيطان أيضاً، ويشمل الأصنام.

طواغيت الأتباع، ويشمل العلماء والعباد، علماء السوء والعباد المنحرفين.

طواغيت الطاعة، وهو يشمل الأمراء ورؤساء العشائر يحللون ويحرمون من دون الله، ويشمل الكهان والسحرة والحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله والمشرعين.

المسألة الثالثة: رؤوس الطواغيت. والطواغيت كثيرون باعتبار العدد لكن رؤوسهم وقادتهم خمسة - عُرف ذلك بالاستقراء - وزاد المصنف طاغوتاً في رسالة له على هذه الخمسة وهو الحاكم الجائر المغير لأحكام الله وعلى ذلك فيكونون ستة:

1 ـ إبليس: وعبر المصنف بالشيطان وهو أعم من التعبير بإبليس فيشمل كل مارد من الجن والإنس، ودليل هذا القسم ما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن الطاغوت هو الشيطان رواه ابن أبي حاتم ووجه كون إبليس والشيطان طاغوتاً لأنه تجاوز الكفر الذي وقع فيه إلى تزيين الكفر والدعوة إليه والأمر به، وهذا النوع إبليس والشيطان أكبر الطواغيت وأعظمها والسبب أنه جمع معاني كثيرة من معاني الطاغوت فهو يدعو لعبادة نفسه، ويدعو لعبادة غيره ويدعو إلى تغيير أحكام الله ويعين من يدعى علم الغيب.

2 ـ من عبد وهو راض: وذكره في هذه الرسالة بهذا اللفظ ومن هنا موصولة بمعنى الذي تدل على العموم.

"عبد"ذلً وخضوعاً له بأي نوع من أنواع العبادة كمن ذبح له واستغيث به ونحو ذلك قول المصنف"وهو راض"جملة حالية الواو للحال في حالة كونه راض فلا يدخل عيسى عليه الصلاة والسلام في ذلك لأنه غير راض فلا يقال له طاغوت والعياذ بالله لأنه لم يرض بذلك ولن يرضى، ووجه مجاوزة الحد في هذا النوع أنه رضي بالكفر والشرك أن يُفعل له.

3 ـ من ادعى شيئاً من علم الغيب"من"موصولة بمعنى الذي، وهي عامة في كل من ادعى علم الغيب سواء كان مسلماً أو كافراً أو رجلاً أو امرأة."شيئاً"نكرة فتشمل لو ادعى شيئاً بسيطا ًحتى ولو ادعى مرة واحدة."من علم"من تبعيضية. أي بعض علم الغيب."الغيب"مصدر غاب يغيب وهو كل ما خفي عنك ويطلق على ما لا يقع تحت الحس، وهو ينقسم إلى قسمين:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام