فهرس الكتاب
الصفحة 73 من 80

"منذرين"الإنذار هو الإعلام مع التخويف. ومعنى كون الرسل منذرين أي يخوفون من عصى الله بالنار والجزاء. والدليل: {رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة} والمصنف هنا بدأ بالتبشير قبل النذارة والظاهر أن الترتيب مقصود لن العادة أن الإنذار لا يأتي إلا بعد التبشير وقول المصنف"الرسل"يعني الأنبياء.

والمعروف من القرآن والسنة أن الأنبياء كذلك مبشرين قال تعلى: {فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين} وعلى ذلك فالرسل هنا بالمعنى اللغوي أي الذين بعثهم الله سواء رسل بالمعنى الخاص أم أنبياء. و"أولهم نوح"أي أول الرسل وهو بالمعنى الخاص الذين بعثهم الله إلى قوم كفار يدعوهم إلى شرع جديد.

"أولهم نوح"هل هي أولية مطلقة أم أولية باعتبار؟ هذا فيه تفصيل إن كان المقصود بأولهم أي جميع ما أرسل الله من الأنبياء والرسل بالمعنى الخاص فيكون معنى"أولهم"باعتبار بعد الاختلاف وإن كان المقصود بالرسل المعنى الخاص أي من أرسله الله في قوم كفار يدعوهم إلى شرع جديد فيكون أولهم هذه أوليه مطلقة، فقبله آدم وهو نبي ثم بعده من أبنائه شيث ثم إدريس وهو من أجداد نوح ذكرهم ابن كثير في البداية والنهاية ثم بعد عشر قرون من الرسل كفروا فأرسل نوح.

"مسألة"هل قبل نوح رسل بالمعنى الخاص؟ الجواب: لا.

"مسألة"هل قبل نوح أنبياء؟ الجواب: نعم آدم على الصحيح فإن آدم نبي وليس رسولاً، ويدل على ذلك ما رواه الطبراني والحاكم بسند صحيح أن الرسول سئل [أكان آدم نبياً؟ قال نعم ومكلماً] . وحديث الشفاعة: [قال آدم اذهبوا إلى نوح فإنه أول رسول] . هذا المنطوق والمفهوم أنه ليس قبله رسول.

ثم النبي شيث، وهو من أبناء آدم وقد قال بنبوته ابن تيمية وابن كثير، وقبله - أي نوح - إدريس فإنه من أبناء شيث قال تعالى: {واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبياً} وجعله ابن جرير في كتابه التاريخ إنه من أبناء شيث من قبل نوح وأنه نبي ووافقه على ذلك ابن كثير في البداية والنهاية. ووقع إشكال بين أهل العلم هل إدريس هو إلياس أم بينهما فرق؟ والصحيح أن بينهما فرق. ذكر ابن جرير في تاريخه وابن كثير في البداية والنهاية فجعلا إدريس قبل نوح وإلياس من أولاد هارون مبعوث لبني إسرائيل.

وأما ما ذكره البخاري في صحيحه معلقاً عن ابن مسعود وابن عباس أن إدريس هو إلياس فقد ذكره البخاري بصيغة التمريض فقال وذكر عن ابن مسعود وعن ابن عباس أن إدريس إلياس مما يشعر بضعف ما نقل عنهما.

أما أفضل الأنبياء فهم الرسل وأفضل الرسل الخمسة أولوا العزم وأفضل الخمسة محمد صلى الله عليه وسلم بالإجماع ثم إبراهيم، ثم وقع الخلاف في الثلاثة الباقين، فقال الحافظ بن حجر أفضلهم بعد إبراهيم موسى ثم عيسى ثم نوح، نقل ذلك عنه السفاريني في السفارينية.

أما عدد الأنبياء فجاء من حديث أبي ذر رواه أحمد بسند صحيح أن عددهم مائة ألف وأربعة وعشرون، والرسل ثلاثمائة وبضعة عشر.

مسألة: أن من خصائص الرسل أنهم يبعثون إلى الأمم الكافرة أما الأنبياء فيبعثون إلى المؤمنين، قال المصنف:"كل أمة بعث الله فيها رسولاً وهؤلاء الرسل يدعون إلى إفراد الله"

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام