5 ـ الركن الخامس الحج والدليل: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} .
قال ابن حزم في الفصل 3/ 128 وروينا عن عمر رضي الله عنه مثل ذلك في تارك الحج ـ أي في كفر تارك الحج.
أما الدليل العام على كفر من ترك الفرائض والاركان الخمسة السابقة: قال عبد الله بن أحمد حدَّثنا سويد بن سعيد الهرويّ قال: سألنا سفيان بن عيينة عن الإرجاء. فقال: يقولون الإيمان قولٌ وعملٌ، والمرجئة أوجبوا الجنَّة لمن شهد أَنَّ لا إله إلا الله مصرَّاً بقلبه على ترك الفرائض وسمُّوا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم، وليس بسواء لأَنَّ ركوب المحارم من غير استحلالٍ معصية، وترك الفرائض متعمِّداً من غير جهل ولا عذر هو كفر. اهـ السنَّة لعبد الله بن أحمد.
قال الحميديّ في أصول السُّنَّة:، إنَّما الكفر في ترك الخمس التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بُنِيَ الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاَّ الله، وأنَّ محمَّداً رسول الله، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت.
و إن كانت طائفة ممتنعة ذات شوكة رفضت أن تلتزم الزكاة، أو تلتزم الصوم أو الحج فإنها تقاتل على الكفر كما أفتى بذلك ابن تيمية - رحمه الله - وهو قتال على الردة واستدل بمقاتلة الصحابة لمانعي الزكاة.
مسألة: انتهى المصنف من ذكر الأركان الخمسة المعروفة، فهل هناك أركان غيرها؟.
بعض أهل العلم يزيد ما جاء في حديث الحارث الأشعري حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب قال محمد بن إسماعيل الحارث الأشعري له صحبة وله هذا الحديث، ورواه ابن حبان وصححه ثم قال: الأمر بالجماعة بلفظ العموم والمراد منه الخاص لأن الجماعة هي إجماع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن لزم ما كانوا عليه وشذ عن من بعدهم لم يكن بشاق للجماعة ولا مفارق لها ومن شذ عنهم وتبع من بعدهم كان شاقا للجماعة والجماعة بعد الصحابة هم أقوام اجتمع فيهم الدين والعقل والعلم ولزموا ترك الهوى فيما هم فيه وإن قلّت أعدادهم لا أوباش الناس ورعاعهم وإن كثروا اهـ
وعن أبي ذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، رواه أبو داود.
وبعض العلماء يزيد ركن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبعضهم يزيد ركن النصح، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بايع عليهما.
وقال أبو قاسم الأصبهاني في كتابه المحجة 2/ 507 فصل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركنان وثيقان من أركان الدين يجب على المرء أن لا يهملهما.
والذي يظهر لي أنها أركان لقيام المجتمع الإسلامي وباعتبار إقامة كيان للمسلمين ودولة فلا بد من هذه الخمسة.