بـ"لا رب إلا الله"أي لا خالق ولا متصرف إلا الله، وهذا انحراف خطير لأنهم يفسرون الألوهية بمعنى الربوبية فيقال لهم الكفار مقرون بربوبية الله فعلى كلامهم إن الكفار أتوا بـ"لا إله إلا الله"وهذا يرده الإجماع.
وأما الفلاسفة فيقولون لا موجود إلا الله فمن أثبت وجود الله فإنه موحد وعلى هذا الكلام فإبليس من الموحدين لأنه يثبت وجود الله. أما عند العلمانيين فهو الإقرار بربوبية الله وبعض الأمور الشخصية أما التشريع والحكم والأمر والنهي فليس لله.
"أركانها"أي أركان لا إله إلا الله: ركنان: أ- نفي. ب- إثبات.
النفي قال المصنف:"لا إله"نافياً جميع ما يعبد من دون الله.
الإثبات: قال المصنف"إلا الله"مثبتاً العبادة لله ثم ذكر المصنف الدليل على النفي والإثبات وهو قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنه براء مما تعبدون} . وهذا موضع النفي."إلا الذي فطرني"موضع الإثبات الدليل الثاني قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله} . فموضع النفي"ألا نعبد"وموضع الإثبات"إلا الله"
"شهادة أن محمداً رسول الله [1] "دليلها: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم .. } أما معناها قال المصنف:"طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر وألا يعبد الله إلا بما شرع"ا. هـ.
التعريف"طاعته فيما أمر"ومعنى الطاعة الموافقة على وجه الاختيار.
"فيما أمر"به على وجهين أي أوامره على قسمين:
1 -أن يأمر به على وجه الإلزام وهذا الواجب.
2 -أن يأمر به لا على وجه الإلزام وهذا المستحب.
"تصديقه"في كل ما أخبر به ونسبته إلى الصدق في الأمور الحاضرة والمستقبلة والمعينة وكل شيء.
"اجتناب ما نهى عنه وزجر"لعله يقصد الكبائر وما ورد فيه وعيد وزواجر، لأن العطف يقتضي المغايرة. توحيد الإتباع فلا يعبد الله إلا بما جاء عن رسوله صلى الله عليه وسلم.
2 ـ"الركن الثاني إقام الصلاة"والدليل قوله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة} .
وهذا من أركان الأساس وتارك الصلاة يكفر سواءا جحودا أو امتناعا أو كسلاً والدليل {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} . ومفهوم الآية إذا لم يقيموا الصلاة فليسوا إخواننا بل هم كفار. وحديث جابر عند مسلم [بين الرجل وبين الشرك ترك الصلاة] وهذا اللفظ [ترك الصلاة] لفظ عام يشمل التارك جحوداً والتارك كسلاً أو امتناعا، وعليه إجماع الصحابة والتابعين، ولا يُلتفت لخلاف من بعدهم بعد أن صح الإجماع، ونقل الإجماع شقيق بن عبد الله وإسحاق بن راهويه وقال وكذلك كان رأى أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا هذا أن تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر اهـ التمهيد 4/ 225.
(1) - مبنية على قول وعمل واعتقاد وهذا معناها.