قال المصنف وكل مرتبة لها أركان ويأتي إن شاء الله تفصيل ذلك وأكثر الأركان ستة وأقلها ركنان.
المرتبة الأولى .... الإسلام:
لغة: مشتق من التسليم يقال استسلم فلان إذا انقاد وخضع، ومشتق من المهادنة يقال تسالم بني فلان أي تهادنوا. اصطلاحا: له معنيان، المعنى الخاص والمعنى العام.
فإن ذكر الإيمان مع الإسلام فهنا يعرّف الإسلام بالتعريف الخاص وهو الانقياد والخضوع لله بالأعمال الظاهرة كالتوحيد والصلاة و .. الخ. وإذا لم يذكر الإيمان مع الإسلام فإن تعريف الإسلام يكون واسعاً ويكون: الإسلام مطلق الانقياد لشرع الله عملا واعتقاداً وهذا معنى الإسلام والإيمان إذا افترقا اجتمعا والعكس.
وهنا يجب أن تعرفه بالتعريف الخاص فلا تدخل الاعتقاد في التعريف لأنه بعد قليل سوف يذكر الإيمان فاجتمعا هنا.
قوله:"كل مرتبه لها أركان وأركان الإسلام خمسة"الركن لغة: هو جانب الشيء الأقوى. اصطلاحا: ما كان داخلاً في الشيء وما تتوقف عليه صحته، بمعنى أن الإسلام متوقف على هذه الأركان، وهي:
1 ـ التوحيد وهو شهادة أن لا إلَه إلا ّ الله، وأن محمداً رسول الله 2 ـ إقام الصلاة 3 ـ إيتاء الزكاة 4 ـ صوم رمضان 5 ـ حج بيت الله الحرام.
قال المصنف: خمسة والدليل من السنة: حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إلَه إلا ّ الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام، من استطاع إليه سبيلاً، والدليل قوله تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) ."
ثم بدأ المصنف يذكر أدلة كل ركن:
1 ـ أ ـ ودليل الشهادة قوله تعالي: (شهد الله أنه لا إلَه إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إلَه إلا ّهو العزيز الحكيم) ومعناها: لا معبود بحق إلا ّ الله؛ وحد النفي من الإثبات: لا إلَه نافياً جميع ما يعبد من دون الله، إلا الله مثبتاً العبادة لله وحده، لا شريك له في عبادته، كما أنه لا شريك له في ملكه.
وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى: (وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون، إلا الذي فطرني) وقوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً) .
1 ـ ب ـ ودليل شهادة: أن محمداً رسول الله، قوله تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
و الدليل قوله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم .. } ومعناها لا معبود بحق إلا الله وهذا تفسير أهل السنة والجماعة لمعنى لا إله إلا الله.
وأما الأشاعرة والجهمية والرافضة والباطنية والصوفية والقبورية فإنهم يفسرونها