فهرس الكتاب
الصفحة 1927 من 2064

ومتابعيه

وجعلوا العبد غير قادر على فعله تعالى فهو إثبات للشريك كما هو مذهب المجوس حيث أثبتوا له شريكا لا يقدر أحدهما على مقدور الآخر

وأما ثانيا فللإجماع المنعقد من الأمة على التضرع والابتهال إلى الله في أن يرزقهم الإيمان ويجنبهم عن الكفر وهم ينكرونه لأنهم يقولون قد فعل الله من اللطف ما أمكن لوجوبه عليه

وأما نفس الإيمان فليس من فعله تعالى بل من فعل العباد كالكفر فلا فائدة في ذلك الابتهال المجمع عليه

قلنا المجوس لم يكفروا بقولهم إن الله لا يقدر على فعل الشيطان بل كفروا بغيره وهو قولهم بتناهي مقدورات الله تعالى وعجزه عن دفع الشيطان واحتياجه في دفعه إلى الاستعانة بالملائكة

وأيضا خرق الإجماع مطلقا ليس بكفر بل خرق الإجماع القطعي الذي صار من ضرورات الدين

ثم إن سلمنا أن خرق الإجماع الذي ذكرتموه كفر

قلنا ذلك الخرق ليس مذهبهم بل غايته أنه لازم منه

ومن يلزمه الكفر ولا يعلم به لم قلتم إنه كافر

الثالث قولهم بخلق القرآن

وفي الحديث الصحيح من قال القرآن مخلوق فهو كافر

قلنا آحاد فلا يفيد علما أو المراد بالمخلوق هو المختلق

أي المفتري يقال خلق الإفك واختلقه وتخلقه

أي افتراه

وهذا كفر بلا خلاف

والنزاع في كونه مخلوقا بمعنى أنه حادث

الرابع قد أجمع من قبلهم من الأمة على أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وقد ورد في الحديث أيضا وهم ينكرونه حيث يدعون أنه قد يشاء الله شيئا ولا يكون

وقد لا يشاء ويكون

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام