فهرس الكتاب
الصفحة 1880 من 2064

ومنها قوله في سعد بن معاذ لقد ضغطته الأرض ضغطة اختلفت بها ضلوعه

ومنها أنه يكثر الاستعاذ بالله من عذاب القبر إلى غير ذلك من الأحاديث المشتملة بعضها على مسألة ملكين أيضا

وتسميتها منكرا ونكيرا مأخوذة من إجماع السلف وأخباره مروية عن النبي

احتج المنكر بقوله تعالى لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى

ولو أحيوا في القبر لذاقوا موتتين

الجواب إن ذلك وصف لأهل الجنة

والضمير في فيها للجنة

أي لا يذوق أهل الجنة في الجنة الموت فلا ينقطع نعيمهم كما انقطع نعيم أهل الدنيا بالموت

فلا دلالة في الآية على انتفاء موتة أخرى بعد المسألة وقبل دخول الجنة

وأما قوله إلا الموتة الأولى فهو تأكيد لعدم موتهم في الجنة على سبيل التعليق بالمحال كأنه قيل لو أمكن ذوقهم الموتة الأولى لذاقوا في الجنة الموت لكنه لا يمكن بلا شبهة

فلا يتصور موتهم فيها

وقد يقال إلا الموتة الأولى للجنس لا للوحدة وإن كانت الصيغة صيغة الواحد نحو إن الإنسان لفي خسر

وليس فيها نفي تعدد الموت لأن الجنس يتناول المتعدد أيضا

فهذا الذي ذكروه من الآية واجبنا عنه معارضة ما احتججنا به من الآيتين ثم أنهم بعد المعارضة قالوا إنما يمكن العمل بالظواهر التي تمسكتم بها إذا لم تكن مخالفة للمعقول

فإنها على تقدير مخالفتها إياه يجب تأويلها وصرفها عن ظواهرها فلا يبقى لكم وجه الاحتجاج بها

ودليل مخالفتها للمعقول أنا نرى شخصا يصلب ويبقى مصلوبا إلى أن تذهب أجزاؤه ولا نشاهد فيه إحياء ولا مسألة

فالقول بهما

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام