فهرس الكتاب
الصفحة 1866 من 2064

وقال كثير منهم لا نقطع بعفوه عن الكبائر بلا توبة بل نجوزه

لنا على ما اختاره جمهورنا وجهان

الأول أن العفو من لا يعذب على الذنب مع استحقاقه أي استحقاق العذاب

ولا يقولون يعني المعتزلة به أي بذلك الاستحقاق في غير صورة النزاع إذ لا استحقاق بالصغائر أصلا ولا بالكبائر بعد التوبة

فلم يبق إلا الكبائر قبلها فهو يعفو عنها كما ذهبنا إليه

الثاني الآيات الدالة عليه أي على العفو عن الكبيرة قبل التوبة نحو قوله تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فإن ما عدا الشرك داخل فيه

ولا يمكن التقييد بالتوبة لأن الكفر مغفور معها

فيلزم تساوي ما نفي عنه الغفران وما ثبت له

وذلك مما لا يليق بكلام عاقل

فضلا عن كلام الله تعالى

وقوله إن الله يغفر الذنوب جميعا فإنه عام للكل

فلا يخرج عنه إلا ما أجمع عليه

وقوله تعالى وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم والتقرير ما ذكرناه آنفا إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام