فهرس الكتاب
الصفحة 1864 من 2064

ثمة ثواب ولا عقاب

وأنه محال

فعند الجبائي عقلا لأن إبطال كل منهما للآخر إما معا أو على التعاقب

وكلاهما محال لما عرفت

وعند أبي هاشم أن العقل لا يدل على امتناع التساوي إذ ما من مرتبة من مراتب الطاعات إلا ويجوز العقل بلوغ المعاصي إليها

وبالعكس

ولا استحالة من جهة العقل في تساقطهما أيضا لأن كل واحد من العملين يؤثر في استحقاق الآخر كما مر

إنما استحالته للإجماع على أن لا خروج للمكلف عنهما بل كل مكلف إما من أهل الجنة أو النار

ولا بد له من الخلود في إحديهما

ولا يتصور وقوع أحد الخلودين مع التساوي في الموجب

وإنما فسرنا المعتزلة بالجبائيين وأتباعهما لما سلف من أن جمهورهم ذهبوا إلى إحباط جميع الطاعات بمعصية واحدة

وحينئذ فإحباط المعصية للطاعة المساوية لها يكون عندهم أولى

والجواب لم لا يجوز على تقدير تساوي الطاعات والمعاصي أن يثاب لما مر من أن جانب الثواب أرجح فإن الحسنة تجزى بعشر أمثالها والسيئة لا تجزى إلا بمثلها

وأيضا على تقدير التساوي والتساقط معا لا يلزم خلو المكلف عن الثواب والعقاب لجواز التفضل بالثواب عندنا

ويجوز أيضا أن لا يثاب ولا يعاقب

ولا يكون من أهل الجنة ولا النار بل يكون أي من استوت طاعاته ومعاصيه من أهل الأعراف كما ورد به الحديث الصحيح

ويجوز أيضا أن يجمع له بين الثواب والعقاب كما يرى أحدنا يدوم له غمه من جهة وفرحه من جهة أخرى ويدوم له ألمه ولذته

كذلك لا يخلص له أحدهما في حياته الدنيا

ولا نسلم أن الخلوص معتبر في حقيقة الثواب والعقاب

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام