فهرس الكتاب
الصفحة 1826 من 2064

الامتناع إلى الوجود

وفيه مخالفة لبديهية العقل وإغناء للحوادث عن المحدث وسد لباب إثبات الصانع

ويمكن أن يقال الإعادة أهون من الابتداء

وله المثل الأعلى

لأنه استفاد بالوجود الأول ملكة الاتصاف بالوجود

والخصم يدعي الضرورة تارة ويلتجىء إلى الاستدلال أخرى

أما الضرورة فقالوا تخلل العدم بين الشيء ونفسه محال بالضرورة فيكون الوجود بعد العدم غير الوجود قبله فلا يكون المعاد هو المبتدأ بعينه

وأما الاستدلال فهو من وجوه

الأول إنما يكون المعاد معادا بعينه إذا أعيد بجميع عوارضه

ومنها الوقت فيلزم أن يعاد في وقته الأول

وكل ما وقع في وقته الأول فهو مبتدأ فيكون حينئذ مبتدأ من حيث أنه معاد

هذا خلف

الجواب إنما اللازم إعادة عوارضه المشخصة والوقت ليس منها ضرورة أن زيدا الموجود في هذه الساعة هو الموجود قبلها بحسب الأمر الخارجي

وما يقال إنا نعلم بالضرورة أن الموجود مع قيد كونه في هذا الزمان غير الموجود مع قيد كونه قبل هذا الزمان فأمر وهمي

والتغاير إنما هو بحسب الذهن دون الخارج

ويحكى أنه وقع هذا البحث لابن سينا مع أحد تلامذته وكان مصرا على التغاير فقال له إن كان الأمر على ما تزعم فلا يلزمني الجواب لأني غير من كان يباحثك

فبهت وعاد إلى الحق واعترف بعدم التغاير في الواقع

ولئن سلمنا أن الوقت داخل في العوارض وأنه معاد بوقته الأول فلم قلتم إن الواقع في وقته الأول يكون مبتدأ وإنما يكون كذلك أن لو لم يكن وقته معادا معه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام