فهرس الكتاب
الصفحة 1817 من 2064

السابع إطراد تقديم ذكر الملائكة على ذكر الأنبياء

والمفضول لا يقدم على سبيل الاطراد

الجواب إن ذلك بحسب ترتيب الوجود أو الإيمان

فإن وجود الملائكة أخفى

فالإيمان به أقوى

الشرح

المقصد الثامن في تفضيل الأنبياء على الملائكة

لا نزاع في أنها أفضل من الملائكة السفلية الأرضية

إنما النزاع في الملائكة العلوية السماوية

فقال أكثر أصحابنا الأنبياء أفضل

وعليه الشيعة وأكثر أهل الملل

وقالت المعتزلة

وأبو عبد الله الحليمي والقاضي أبو بكر منا الملائكة أفضل

وعليه الفلاسفة

احتج أصحابنا بوجوه أربعة

الأول قوله تعالى وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فقد أمروا بالسجود له وأمر الأدنى بالسجود للأفضل هو السابق إلى الفهم

وعكسه على خلاف الحكمة لأن السجود أعظم أنواع الخدمة

وإخدام الأفضل للمفضول مما لا تقبله العقول

وإذا كان آدم أفضل منهم كان غيره من الأنبياء كذلك إذ لا قائل بالفضل

لا يقال السجود يقع على أنحاء

فلعله لم يكن سجود تعظيم له إذ يجوز أن يكون سجودهم لله وآدم كان كالقبلة لهم

وعلى تقدير كونه لآدم جاز أن يكون عرفهم في السجود كونه قائما مقام السلام في عرفنا فلا يكون غاية في التواضع والخدمة لأن هذه قضية عرفية يجوز اختلافها باختلاف الأزمنة

وأيضا جاز أن يكون أمرهم بالسجود ابتلاء لهم ليتميز المطيع منهم عن العاصي

فلا يدل على تفضيله عليهم في شيء من هذه الاحتمالات

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام