فهرس الكتاب
الصفحة 1784 من 2064

قال ابن عباس رضي الله عنهما نزل القرآن على إياك أعني فاسمعي يا جارة

الثاني عشر فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك

لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين

الجواب شرطية

والفائدة في الرجوع إلى أهل الكتاب زيادة قوته وطمأنينته أو لمعرفة كيفية نبوة سائر الأنبياء

واعلم أنا إنما طولنا في مثل هذا ليعلم أن مسألة نسيان الأنبياء وتعمدهم الصغائر لا قاطع فيه نفيا

أو إثباتا مع قيام الاحتمال العقلي

إذ لو فرض نقيضه لم يلزم منه محال لذاته

وظهور المعجزة على يده لا دليل فيه على ذلك

الشرح

المقصد الخامس في عصمة الأنبياء

أجمع أهل الملل والشرائع كلها على وجوب عصمتهم عن تعمد الكذب فيما دل المعجز القاطع على صدقهم فيه كدعوى الرسالة وما يبلغونه عن الله إلى الخلائق

إذ لو جاز عليهم التقول والافتراء في ذلك عقلا لأدى إلى إبطال دلالة المعجزة

وهو محال

وفي جواز صدوره أي صدور الكذب عنهم فيما ذكر على سبيل السهو والنسيان خلاف

فمنعه الأستاذ أبو إسحق وكثير من الأئمة الأعلام لدلالة المعجزة على صدقهم في تبليغ الأحكام

فلو جاز الخلف في ذلك لكان نقضا لدلالة المعجزة وهو ممتنع

وجوزه القاضي أبو بكر مصيرا منه إلى عدم دخوله في التصديق المقصود بالمعجزة

فإن المعجزة إنما دلت على صدقه فيما هو متذكر له عامد إليه

وأما ما كان من النسيان وفلتات اللسان فلا دلالة لها على الصدق فيه

فلا يلزم من الكذب هناك

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام