فهرس الكتاب
الصفحة 1777 من 2064

الثامن أنه تعالى قسم المكلفين إلى حزب الله وحزب الشيطان

فلو أذنبوا لكانوا من حزب الشيطان فيكونون خاسرين لقوله تعالى ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون

التاسع قوله تعالى في حق إبراهيم وإسحق ويعقوب إنهم كانوا يسارعون في الخيرات

والجمع المحلى بالألف واللام للعموم

وقوله وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار وهما يتناولان جميع الأفعال والتروك لصحة الاستثناء

فهذه حجج العصمة

وأنت تعلم أن دلالتها في محل النزاع وهي عصمتهم عن الكبيرة سهوا وعن الصغيرة عمدا ليست بالقوية

واحتج المخالف بقصص الأنبياء توهم صدور الذنب عنهم

والجواب إجمالا إن ما كان منها منقولا بالآحاد وجب ردها

لأن نسبة الخطأ إلى الرواة أهون من نسبة المعاصي إلى الأنبياء

وما ثبت منها تواترا فما دام له محمل آخر حملناه عليه ونصرفه عن ظاهره لدلائل العصمة وما لم نجد له محيصا حملناه على أنه كان قبل البعثة أو من قبيل ترك الأولى أو صغائر صدرت عنهم سهوا ولا ينفيه تسميته ذنبا ولا الاستغفار منه ولا الاعتراف بكونه ظلما منهم

إذ لعل ذلك لعظمه عندهم

أو إن قصدوا به هضما من أنفسهم

ومن جوز الصغائر عمدا فله زيادة فسحة

ولنفضل ما أجملناه تفصيلا

فمنه قصة آدم عليه السلام وتفيهقوا في التمسك بها من ستة أوجه

الأول قوله تعالى وعصى آدم ربه مؤكدا بقوله فغوى

الثاني قوله تعالى فتاب عليه ولن تكون التوبة إلا عن الذنب

الثالث مخالفته النهي عن أكل الشجرة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام